الهوية الفلسطينية عند اللاجئين الفلسطينين في الاردن بين خطر التماهي وصراع البقاء
المقدمة:
ان الوطن ليس نتاجا تلفيقيا لتكدس بشري على رقعة من الارض, يختلسون زمنا من التاريخ وحيزا من الواقع لانتاج وطن, بل الوطن نتاج هوية متجذرة وانتماء ضارب وفعل تاريخي وذاكرة نشطة. فما الذي يكون ان جفت هذه الجذور ونضب معينها او تلوث فعلها بصراعات عقبمة او وهنت ذاكرة ابنائها وما الذي سيكون ان غلّب على المشهد المجتمعي فاعليات واسعة للهويات الفرعية ستحتضن الفرد بعد ان يفقد هويته فتصبح بديلاً للهوية الوطنية التي وقعت في منطقة الجدل والتجاذب والتخندق خصوصاً العامل التاريخي يلعب دوره الكبير في تضخيم هذه الهويات سواء كانت دينية او طائفية اوعرقية اوحزبية حتى .
لا بد من ان الناتج سيكون وخيما لكن ما الذي سيكون ان فعلاً بدأت الهوية بالتفكك والاضمحلال والتماهي والذوبان .لا بد ان الوطن سينزف نفسه ويلفظ الشعب اخر مكنونات هذا الوطن بشكل لا واعي ليكتشف يوما ما انه فقد موطئ قدميه وتحولت بوصلته الى غريب جديد تسرب الى بنيته دونما يشعر ,فغدا جزء من هذا الغريب الجديد وغدا جزء منه .والامر خطير كذلك ,كان لا بد من تسليط الضوء على شعب هجّر من ارضه وفعل الدهر فيه ما فعل واعترت هويته الايام والسنون حتى بات ضروريا تفحص بنية هويته وبيان صحتها من اعتلالها وسقمها . يعاني اللاجئون الفلسطينيون في الاردن من خللا بنيويا امتدت اثاره الى هويتهم ونسيجهم الوطني واحدثت فيه خللا واسعا , وثقبا بل ثقوب لا يمكن ثقبها بسهولة في علاقة اللاجئ الفلسطيني بوطنه من خلال هويته الموتورة والتي أصبحت عبئا ثقيلا لا يلبث ان يتخلص منه في اول فرصة هجرة ليبحث عن وطن اخر عله يجد فيه شيئا مما افتقده في وطنه على سبيل المثال لا على سبيل الحصر . والخطر ان الهوية ليست معطى مقدسا وثابتا ونهائيا انما هي معطف تاريخي في حالة صيرورة وحركة دائمين فالفرد يوجد في مجتمع ما اولاً
ثم يكتسب هويته او ماهيته لاحقا ,خصوصا ان توافرت عوامل اضعاف الهوية الاصلية من جهة وعوامل اكتساب هوية جديدة من ناحية اخرى . وعليه فان وضع اللاجئين الفلسطينيين في الاردن له حساسية مفرطة وحالة خاصة اذ انهم منطون تحت عوامل اضعاف الهوية باشكال عدة وتوفر البيءة اللازمة لاكتسابهم هوية جديدة. فخزان الذكريات الاول متمثلا بالجيل الاول من مهجري النكبة اخذ بالتناقص من خلال موتهم واخذ تلو الاخر اخذين معهم فلسطين كل فلسطين الذكريات والزيتون وارض البرتقال وملعب الطفولة مخلفين ورائهم مفتاح البيت القديم وصك ملكية لقطعة ارض في غور بيسان وجيلا عاش فلسطين حديث سهرة ودمعة عين واغنية وطنية او اكلة شعبية تدفئه في برد الشتاء. وهذا الجيل انتج جيلا من نوع اخر مختلف تماما ذو روابط ضعيفة مع وطنه الام وهويته الفلسطينية. وله العذر كل العذر اذ انه لم يولد في ارض ابائه واجداده ولم يختبر فلسطين ارضا, مزرعة, مرتع طفولة, حلم المستقبل وفتاة يغرق في حبها او وطنا يصاب برصاصة دمدم من اجله او قذيفة مدفع تشظيه هنا وهناك ليمتزج بالارض دما فينبت غدا زهرة في ارضها.
ناهيك ان حارس الهوية الاكبر عند اللاجئين الفلسطينيين في الاردن – المخيم – تهاوت اسواره وضعف دوره وغاب معناه ورمزيته , فاصبح جل ما يمثله مكان ينام اللاجئ فيه ويحلم يوميا بتركه الى مكان اخر .
لهذه الاسباب ولغيرها سيتم ايرادها لاحقا في الدراسة تعاني الهوية الفلسطينية عند اللاجئين الفلسطينيين في الاردن من حالة انتحار بانسلاخها عن تراثها وهويتها مما خلق ضرورة لتدارك ما تبقى منها وبعث الروح فيها من جديد وتسليحها بالصمود لانه حتما ان فشلنا في الحفاظ على الهوية سنفشل في انتاج دولة .
اسباب تذبذب الهوية الفلسطينية عند اللاجئين الفلسطينيون في الاردن :
نظرة تاريخية :
ـ تبدأ المشكلة من قبل حدوث النكبة باعوام طويلة تعودة الى تاريخ قيام امارة شرق الاردن وتاسيسها في العام 1921 والاغراض التي قامت هذه الامارة لخدمتها .فمن جهة نرى انها قامت لاستيعاب اعداد كبيرة من الاجئين الذين سيتم تهجيرهم من فلسطين لاحقا الى جانب وظيفتها كسياج امني على اطول حدود مع دول الوطن العربي لدولة الاحتلال الصهيوني . وذلك بدليل ان القسم الاكبر من اللاجئين تم توجيههم الى منطقة شرق الاردن انذاك وهذا بسبب الدور الذي لعبته بريطانيا قبلا في قرار التقسيم اذ فصلت الكيان الاردني عن الكيان الفلسطيني الذي ارادت اقامة الدولة اليهودية عليه مما اثار غضب الحركة الصهيونية التي ارادت ان يشمل وعد بلفور شرق الاردن كما شمل فلسطين ويبدو ان بريطانيا ارادت من تلك التجزئة ان تكون امارة شرق الاردن منطقة عازلة (buffer state )بين المحيط العربي والكيان الصهيوني .
فبقي اللاجئون على ارض الاردن الى ان وجهت اول ضربة لهويتهم في العام 1950 بعد توحيد الضفتين اي بعد عامين فقط من نكبتهم ليناموا وهم فلسطينيون ثم ليستيقظوا وهم اردنيون يحملون الجنسية الاردنية ويحملون جوازات سفر اردنية بدلا من منحهم وثائق سفر من باب حماية هويتهم ونسهيل امورهم بنفس الوقت الا انهم ناموا عشية فك الارتباط اردنيون واستيقظوا في اليوم التالي ليجدوا انفسهم فلسطينيون مع بقاء واجبتهم وحقوقهم كأردنيين لا كلاجئين . اصبح الاردن يضم الضفتين في دولة واحدة هي المملكة الاردنية الهاشمية وذابت الهوية الوطنية الفلسطينية في الهوية الاردنية بعد ان بات الاردن يتحدث باسم القضية الفلسطينية طيلة سنوات الخمسينات حتى قيام منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964.
فنخلص من ذلك الى ان المملكة الاردنية الهاشمية لعبت دورا مباشراً اخر في بنية الهوية الوطنية للاجئين الفلسطينيين في الاردن .فمقارنة بالاعداد الصغيرة نسبيا للاجئين في كل من سوريا ,لبنان ,العراق ومصر نجد ان القسم الاكبر الذي تم توجيهه الى الاردن قد تم منحه الجنسية الاردنية على خلاف اللاجئين في الدول الاخرى اذ كان الاجدر بالدولة الاردنية ان تناى بنفسها عن لعب هذا الدور الذي خدم الكيان الصهيوني فقد كان حريا بها تسهيل حياة اللاجئين دون المساس بهويتهم الساسية على اساس ان بناء الهوية الفلسطينية ياتي في مواجهة الهوية الصهيونية لا في مواجهة هوية اقليمية عربية آخذين في عين الاعتبار ان احد اهم اهداف الكيان الصهيوني هو تذويب الهوية الفلسيطينية في هويات البلدان المستضيفة لها ونجمل القول :
1. بدأت القوى الاستعمارية باستهداف الهوية الفلسطينية منذ عام 1916(سايكس بيكو)
2. تبع ذلك قرارالتقسيم 1917 الى جانب وعد بلفور
3. حدوث النكبة عام 1948
4. قيام وحدة الضفتين عام 1950 ومنح الجنسية الاردنية لللاجئين
5. ظهور منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964
6. ازمة احداث ايلول عام 1970
7. النكسة عام 1967 ونزوح عدد كبير من الفلسطينيين الى الاردن
8. حرب اكتوبر عام 1973 وظهور الشعور بوجوب ممثل للشعب الفلسطيني من خلال الاعتراف بالمنظمة كممثل وحيد وشرعي للقضية الفلسطينية وبذلك تراجع الاردن عن تمثيل القضية الفلسطينية لاول مرة عام 1950
9. فك الارتباط القانوني والاداري عام 1988
نرى ان الهوية الوطنية الفلسطينية قد مرت بمنعطفات حرجة جدا في منسوبها البياني ارتفاعا وهبوطا مرورا بهذه المراحل فما هي الاسباب اليوم الى جانب هذا الموجز التاريخي التي تعمل على اضعاف الهوية الفلسطينية:
اولا: غياب المنظمات والفصائل الفلسطينية عن الساحة الاردنية وبالتالي غياب كل البرامج المنظمة سواء كانت خدماتية او اجتماعية او انسانية او ثقافية للاجئين الفلسطينين المتواجدين داخل المخيمات أو خارجها مما انعكس سلبا على بنية الهوية الوطنية الفلسطينية للاجئين الفلسطينيين في الاردن.هذا الغياب ادى الى توجه ذوي الحاجة والدخل المحدود والمعوزين الى مؤسسات المجتمع الاردني الحكومية وغير الحكومية ولهذا التوجه اثره السلبي على بنية الهوية الفلسطينية لدى اللاجئين من حيث اعتمادهم في مورد اساسي من موارد حياتهم على مؤسسات المجتمع المدني الاردني اذ يصبح امنهم الحياتي وبشكل كبير معتمد على هذه المؤسسات والدولة التي تحتضنها . والانسان يتحول ولائه باتجاه مكان سكنه ومن يؤمن له الخبز والماء.
وفي المقابل نجد غياب واضح ايضا للبرجوازية الوطنية ودورها الى جانب غياب المنظمات والفصائل الفلسطينية ومؤسساتها وان وجدت فاما انها متنصلة من دورها كبرجوازية وطنية أو تراها في ثوب كمبرادوري بحت أو راسمالية صرفه تتجار بالاخضر واليابس .في المقابل نرى أن هذه الصورةالقاتمة للاجئين الفلسطينيين في الاردن غير موجودة لدى غيرهم من اللاجئين في الدول المضيفة الاخرى كسوريا ولبنان والعراق اذ أن الهوية الفلسطينية للاجئين في هذه الدول واضحة كل الوضوح لوجود ما غاب عن الساحة الاردنية وقيام تلك الدول بالمساعدة للحفاظ على الهوية الفلسطينية للاجئين على ارضها الى جانب فاعلية المنظمات والفصائل الفلسطينية هناك على عكس ما هو الحال عليه في الاردن ما يعكس اهمية وجود الفصائل الفلسطينية ودورها في تنظيم حياة ابناء شعبها والخطر الذي يحدق بتجمعات اللاجئين في ظل غياب هذه المنظمات والفصائل.
ثانيا:غياب المخيم كرمز وتراجع دوره كحارس للهوية الفلسطينية باتت معظم المخيمات عبارة عن ( كانتونات ) لجمع الناس أي مكان مبيت لا أقل ولاأكثر .لم يبقى لوجودها أي بعد فلسطيني أو اطار ثوري . لم تعد المخيمات مصنعا للهوية الفلسطينية كما كانت في السابق ولم يعد ينطبق عليها مقولة"عندما تضحك المخيمات تعبس المدن الكبرى" بل نجد ان هناك حركة هجرة من داخل المخيم الى خارجه ونظرة سلبية تجاهه. فالدور التاريخي للمخيم اخذ بالانحسار التدريجي ولذلك علاقة بالسبب الاول الانف ذكره, اذ ان المخيمات الفلسطينية في مرحلة المقاومة كانت خزان الثورة والهوية الاول, لكن بعد خروج فصائل المقاومة بعد احداث 1970 كان المقتل بالخطاء الجسيم الذي ارتكبته معظم الفصائل ان لم يكن جميعها في عدم اعادة تنظيم المخيمات انذاك في فترة السبيعانات والثمانينيات القرن الماضي ما زرع الخوف في نفوس اللاجئين نيجة تلك الاحداث وبسبب التشديد عليهم في تلك الفترة ومنعهم من العمل او السفر ما انتج جيلا خائف وسلبي بمرور الوقت. فبغياب دور المخيم تولد جيل غير واعي وخائف كون شعور عام وقد يكون شعور جمعي تمثل بانه جيل دون مستوى التغير و كوجود فلسطيني في الاردن اخذ بالتفاعل كأقلية. ومن الغريب انك لا تلمح مظاهرا احتفالية بالمناسبات الوطنية الفلسطينية في معظم المخيمات الفلسطينية في الاردن. وان وجدت تكون دون المستوى المطلوب وخجولة ومقتضبة وخالية من روحها الشعورية والوطنية. فلا تجد متابعة لاحياء ذكرى النكبة, النكسة, يوم الارض, يوم الشهيد ويوم الاسير .... الخ. وكل هذه برأيي مؤشرات خطيرة دالة على ضعف بنية الهوية الفلسطينية عند اللاجئين الفلسطينين في الاردن.
reas
ثالثا: فقدان الثقة بالعودة الى فلسطين واتفاقيات السلام والشعور بعدم جدية المؤسسات الفلسطينية حكومية وغير حكومية بالسعي الجدي لتطبيق قرارات الشرعية الدولية فيما يخص عودة الاجئيين الفلسطينين الى اراضيهم وتعويضهم, الى جانب الشعور بتراخي وتساهل المفاوض الفلسطيني في هذه المسألة وان كان يواضب على التصريح الاعلامي ان مسألة اللاجئيين خط احمر غير قابل للتفاوض وانه يعمل جادا على تحقيق عودة كل اللاجئين. الا ان اللاجئ في الاردن كما هو الحال لبقية اللاجئيين في مناطق تجمعهم الاخرى بات يدرك ان قضيته لا تعدو عن كونها ورقة يستخدمها المفاوض الفلسطيني للضغط على الجانب الاسرائيلي في المفاوضات بغية تحصيل بعض المكاسب السياسية. وقد بات يتولد شعور عام فيما يخص قضية حق العودة انها فكرة من ضرب الخيال والمثالية اكثر منها واقعية. فالجهات الرسمية تماطل وتتخاذل في حق العودة والاكثر من ذلك انها تذهب لمؤتمرات دولية جل همها اسقاط قضية اللاجئين وحق العودة والسعي لتوطينهم في الدول التي تستضيفهم ما خلق عنده كفرا بابناء جلدته ويأسا من كل هذا الغزل الاعلامي. اما الجهات غير الرسمية لا تكف عن عقد المؤتمرات التي تأكد حق العودة مع كل الاحترام والتقدير لجهود هذه الجهات الا ان الدور المطلوب منها اكبر في ظل التراخي الرسمي وانسجامه ولا اقول تواطئه مع المخططات الصهيونية والغربية. فقامت هذه المنظمات والمؤسسات بالمسارعة الى انقاض ما تبقى من التاريخي الفلسطيني الذي يحمله مهجروا النكبة سواء كان بتسجيل التاريخ شفويا او تصويرا او كتابة مدركين ان الوقت بدأ يسرق طبقة من جيل اللاجئيين بغاية الاهمية. الجيل الذي عاش النكبة والتهجير, اذ يرحل اخذا معه الكثير من مخزون فلسطين التراثي. فيغيب وتغيب معه شهادة على حقبة مفصلية في تاريخ فلسطين. حقبة تحاول البروباجاندة الصهيونية طمس معالمها وتشويه حقائقها بكل ما اوتيت من عزم و قوة. وبرحيل هذا الجيل يبقى جيل لا تعني له فلسطين اكثر من قصة سمعها من والده او جده عن كروم الزيتون وبيارات البرتقال. جيل عرف فلسطين اغنية ثورية يسمعها في شريط كاسيت او كوفية يلف نفسه بها و أكلة شعبية حفظتها البنت عن امها عن جدتها فقدت معناها مع الوقت ودلالتها, كلها مجتمعة كانت في وقت من الاوقات تشكل حنينا يشد الى ارض فلسطين. وهذا الجيل أفرز جيلا من نوع اخر تماما. جيلا فلسطين بالنسبة له ترف فكري واستعراض ثقافي ونقاش عقيم في هذا الفصيل وذاك فحصر فلسطين كل فلسطين في تنظيم ضيق او طائفة او عرق او حزب. فلا يزال ما يعرف بالجيلين الثاني والثالث في المهاجر يعانيان من مشاكل اخلاقية و روحية حادة, اذ منهما الكثيرون الذين يعانون من ازمة هوية ثقافية فلا هم يتعرفون على ذواتهم في القيم الاصلية ولا هم يجدون انفسهم في ثقافة المجتمع الذي يعيشون فيه. ان معالجة هذا الامر تقتضي دراسات ثقافية مفصلة, ونموذجا جديدا للتعليم يأخذ بالحسبان الاوضاع الاجتماعية والثقافية المتعددة. على ان الهوية بمعناها العميق لا ترتبط بالماضي فحسب, بل هي شيء يبنى ويؤسس. وعليه فاذا كان من الضروري الحفاظ على الثوابت اللميزة للهوية, فلا بد ايضا القيام بما هو ضروري من تغيرات يطبعها التفتح على التفكير المتجدد واعمال النظروالاجتهاد. والا سيكون للانسان الفلسطيني هوية انسانية جديدة بصورة تعددية والتي تعكسها سلسلة من المناقشات في اللجنة المتعددة الخاصة باللاجئيين واسقاطها مبدأ العودة والتزامها بعدد من المخططات الهادفة لتوطين وتأهيل اللاجئيين في اماكن تواجدهم منذ اكثر من خمسن عاما.
الواقع الجديد الذي اخذ بالتلبور نتيجة لاتفاقيات السلام الفلسطينية – الاسرائيلية قد عكس التعددية في الانتشار الجغرافي السكاني الفلسطيني بداية في اسرائيل أو الكيان الفلسطيني الوليد في فلسطين او في بقية الاصقاع الجغرافية في العالم. ونتيجة لهذا الانتشار السكاني فان وعي الذات الوجودي الفلسطيني المستقلبي سيكون على شكل حلقات متداخلة مركزها الكيان الفلسطيني الوليد وحلقاتها متداخلة جغرافيا على الامتداد الكوني, وستكون هذه الحلقات حلقات الالم واللانتماء المؤقت لهذه المجتمعات لهذه المجتمعات المتعدددة وما يعكسها من معاناة واحباطات على كافة المستويات. ومن خلال هذه الحلقات المتعددة ستكون حلقات جديدة من الوعي الوجودي لكل فلسطيني حتى يتمكن من تجاوز واقعه الجديد.
ان واقع التسويات السلمية المتعددة بين اسرائيل والدول العربية والاسلامية تحت مظلة الشمولية (( العادلة)) كما تدعى وكما طرحت منذ البداية بغض النظر عن النسبية في تحقيقها, ان واقع انساني جديد سيولد ومن جنينه سيكون هناك مجتمعات فلسطينية اردنية, فلسطينية سورية وفلسطينية لبنانية .... الخ. وهذه المجتمعات الوليدة بهويتها السياسية المعترف بها في اماكن تواجدها وفي جميع انحاء العالم سيكون عليها تحمل بناء المشاعر السلوكية الاخلاقية وغيرها من التقاليد العربية بنسيجها المجتمعي التكافلي. وبالتالي بدلا من من حماية النسيج المجتمعي الفلسطيني الواحد سيخلق نتيجة للتسويات العربية الاسرائيلية مجتمعات فلسطينية متمايزة عن بعضها من جهة وعن نسيجها الفلسطيني الواحد من جهة اخرى ما يؤدي لنتيجة حتمية هي ذوبان هويتها الفلسطينية واكتسابها هوية اخرى غريبة عنها وخاصة بها مزيجا من ماضي جيني فيها ومن واقع مادي تعايشه. والمجتمع الفلسطيني في الاردن الاكثر عرضة من بين المجتمعات الفلسطينية الاخرى في الشتات للذوبان وتحوله الى عرقية اردنية من اصل فلسطيني مكتسبا لكل العادات والتقاليد الاردنية مع الوقت اذا لم تتم حماية هذا المجتمع الفلسطيني في الاردن.
(مظاهر التذبذب )
ولهذا التذبذب مظاهره ودلائله منها الواضح الجلي ومنها الخفي الذي يكاد لا يلاحظ . لقد ادى تشتت الشعب الفلسطيني داخل فلسطين ( الضفة, القطاع , اسرائيل ) وخارجها خاصة ( الاردن , سوريا , لبنان ) الى نشوء مجتمعات فلسطينية تتفاوت في خصوصياتها الاجتماعية , الاقتصادية , الساسية في علاقاتها مع بعضها البعض او في علاقاتها الواحدة الذاتية متمثلة بالشعور الجمعي لافراد هذه المجتمعات من جهة ومع فلسطين الام من جهة اخرى .
ففي الاردن اللاجئون لهم حقوق وواجبات المواطنين الاردنيين بينما سوريا ولبنان حافظواعلى هويتهم وتمايزهم عن المجتمع الحاضن لهم كالاجئين بالرغم من حالة التنظيم السياسي والاجتماعي التي قامت في صفوف فلسطينيي الشتات , وعلى الرغم من وجود اغلبية منهم في تجمعات بشرية (كمخيمات اللاجئين ) ورغم التفاوت النسبي في درجة اندماجهم وانخراطهم وتكيفهم في المجتمعات المضيفة وحفاظهم في اماكن تواجدهم المختلفة على هويتهم بشكل متفاوت نسبي وانخراطهم في منظمات ونشاطات خاصة بهم , فقد شكلوا جزءا لا يتجزأ من المجتمعات التي عاشو فيها . ولم يشكلوا تكوينات اجتماعية اقتصادية خاصة بهم ما خلق ازدواجية واضحة في ذواتهم . ففي الاردن يعاني قسم كبير من اللاجئين الفلسطينيين اما ازدواجا في هويتهم او ضعفا فيها او تماهيا واندماجا مع الهوية الاردنية . ففي بعض المقابلات المسجلة ضمن برنامج
( تاريخ فلسطين الشفوي ) تسمع البعض يجيب عن السؤال في اخر المقابلة الموجه له : ((اذا ما قدر لك العودة الان الى ارضك في فلسطين هل ترجع؟ ))كان قسم يجيب بـ(( لا )) ويبرر ذلك بقوله ولدت هنا وانشأت بيتا واقمت عملا او تجارة او حصلت على وظيفة بل ومنهم يضيف ليس لي في فلسطين شيء .
وان لم يكن كذلك فهو واحد من اثنان اما محافظ على هويته ومعتز بفلسطينيته او متأردن بالكامل . ولا ادلُّ على ذلك من بعض المظاهر الانتخابية في الدورة الاتخابية الاخيرة تشرين الثاني 2007 فكثيراً ما رأينا بعض المرشحين من اصول فلسطينية بحتة يرفع شعارات تدل على تنصله من هويته الفلسطينية واعلان اردنيته الكاملة . كالشعار الذي رفع ليقول : عشائر عرب......... اردنيو الانتماء , هاشميوا الولاء في لوحة مضيئة على قارعة الطريق يراها كل من مر بها . وشعار اخر يقول : لن نرضى الا....... وطنا و....ملكا شاء من شاء وابى من ابى . فهل هي في هذه الحالة نوع من (الانوميا) بمعنى انها شكل من اشكال فقدان الذاكرة الذي يودي بنا الى نسيان الهوية الخاصة, او ان الظروف لا تسمح لمثل هؤلاء المرشحين بالبوح بهويتهم حتى لا يعرضوا انفسهم لخطر ما من مثل الاتهام بالعنصرية او الملاحقة الامنية او غير ذلك. فالمعروف ان الحالة الاولى نادرة جدا لكن يبقى التساؤل حول الحالة الاخرى, أفعلا ان مثل هذه الشعارات كمظهر من مظاهر التذبذب في الهوية الفلسطينية عند الفلسطينين في الاردن رفعت كنوع من التغطية على الذات وكسب اصوات من الطرف الاخر ( الشرق اردنيين) ام انه انسلاخ واع عن الهوية الوطنية. لذا اترك الاجابة عن السؤال عن مثل هذه المظاهر لدراسات اخرى اكثر تخصص. ومن صور تذبذب الهوية التي تراها وتسمعها كثيرا تلك التي تتجسد بشكل مؤلم اذا ما تمت طرح قضيته التعويض والتوطين في بعض اوساط اللاجئين او يتحمس كثيرا للفكرة وترى بريق الجشع في عينيه فأقل ما يمكنان يقوله هو "شو الي بفلسطين؟؟؟ "بدي اوخذ المصاري واعيش حياتي "
متناسيا حقه بالعودة وتعويضه عن كلالذي لحق له حسب القرارات والمواثيق الدولية .والمشكلة اكبر بالنسبة لاولئك اللاجئين الذي يقطنون خارج المخيمات . فالمخيم وان تراجع دوره الا انه يشكل بوجوديته نوعا من الحماية او التذكير بشكل دائم اللاجئ بفلسطينيته . لذا بالنسبة لمن يعيش خارج المخيم فليس لهويته حارس سوى وعيه وادراكه لذاته وتمثله لقضيته والواقع مع الاسف انه لا وعي لقسم كبير منهم ولا وجود لمن يوعيهم ويذكرهم لذا فهم عرضة للاهواء تتناوشهم ومتروكون للوقت يضعف هويتهم وللعوامل المجتمعية الطبيعية تذوبههم كمثل التزاوج مع غير الفلسطينيين, اذ يخلق جيل لا بعرف اين هو في وسط هذه المعادلة. ابوه اردني وامه فلسطينية او العكسما يخلق اضطرابا نفسيا لديه وهوية مأزومة تسقط عند اول تحدي. قد يكون في هذا القول تطرف في نظر البعض ونوع من المغالة الا ان واقع لا مفر منه وحال نعيشه لا بد من التعامل معه ومناقشته اذا ما اردنا فهما اعمق لحال الهوية الفلسطينية عند اللاجئين الفلسطينين في الاردن وادراك وضعها.
الرموز الثقافية ودورها في الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية
مما تقدم ذكره , وجدنا ان السبب في ضعف الهوية الفلسطينية بالنسبة لفلسطيني الاردن ليس وليد لحظة بل بسبب تراكمات لاحداث تاريخية تعرضت لها. منها ما كان تطور طبيعي نتيجة لاحداث تاريخية تعرض على على مر العقود الماضية. ومنها ما كان مبرمجما من قبل قوى استعمارية وامبريالية. فلم يكن هذا الضعف عائد لسبب بعينه بل مجموعة من الاسباب منها السياسي, الاقتصادي والاجتماعي. والحال هكذا بدا الضعف جليا في بنية الهوية الفلسطينية لدى فلسطيني الاردن وكثرت مظاهرها وتعددت شواهدها. ذلك ان وضع اللاجئين الفلسطنين في الاردن ذا ميزة تختلف عن كل تجمعات الفلسطينين في باقي دول العالم لما يتمتعوا به من مزايا (حقوق و واجبات) مدنية كما لو انهم مواطنين اردنيين من الدرجة الاولى, ما يشكل خطرا محدقا بمستقبل هويتهم المأزومة اصلا. الهوية الفلسطينية لفلسطينيي الاردن تتفلت من عقلها, لا يربطها ويبقيها سوى بعض اوتاد الرموز الثقافية المتجذرة والتي ليس بالسهل على الانسان ان يتخلص منها. تلك الرموز وان بدأت تفقد معناها في نفوس ابنائها في بعض الاحيان وعمقها الرمزي الا اها تؤدي دورها المطلوب منها في الحفاظ على الهوية في حدها الادنى.
فالرموز الوطنية الفلسطينية تلعب دورا في ابراز الهوية الفلسطينية والحفاظ عليها والتذكير بها في ان واحد بالنسبة للفلسطينين في الاردن. وابرز هذه الرموز على الساحة الاردنية كما في غيرها من المناطق تتمثل بالكوفية الفلسطينية, الثوب الفلسطيني وتطريزاته, اللكنة او اللهجة الفلسطينية بالاضافة الى الاكلات الشعبية الفلسطينية والاغاني الشعبية. كل هذه الرموز تمثل لوحات اعلانية تعريفية تدل على الفلسطينيين في الاردن اينما حلوا واينما رحلوا. وبالحديث عن رموز الهوية الفلسطينية لا بد من الاشارة اننا لا نتحدث عن هوية اقليمية مقابل هوية اقليمية اخرى ( فلسطينية – اردنية) وذلك لحساسية الموضوع على الساحة الاردنية. بل عن هوية عربية مقابل اخرى صهيونية.
تعرف الكوفية الفلسطينية بلونيها الابيض والاسود ايضا باسم السلك والحطة, وهي تعكس بساطة الحياة الفلاحية في قرى فلسطين كما كانت الالوان الترابية لملابسهم التي تعكس الى جانب البساطة الالتصاق بالارض بعيدا عن الوان حياة المدينة المتباينة والمغتربة عن بعضها. كان الفلاح يستخدم الكوفية لتجفيف عرقه أثناء حراثة الأرض و لوقايته من حر الصيف و برد الشتاء، ارتبط اسم الكوفية بالكفاح الوطني منذ ثورة 1936 في فلسطين، حيث تلثم الفلاحون الثوار بالكوفية لإخفاء ملامحهم أثناء مقاومة الإمبريالية البريطانية في فلسطين وذلك لتفادي اعتقالهم أو الوشاية بهم، لاحقا ارتبطت الكوفية باسم الفدائيين مع انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي. ومنذ ذالك اقترنت الكوفية عند العالم باسم فلسطين ونضال شعبها. وقد قوي هذا الاقتران أثناء الانتفاضة الأولى عام 1987 وصولا إلى الانتفاضة الثانية عام 2000. فحتى الآن ما يزال المناضلون يضعون الكوفية لذات الأسباب و ذات الأهداف التحررية التي وضعها من أجلها الثوار عام 1936.
بانتقال عدد كبير جدا من أهالي فلسطين الى دول الجوار نتيجة الهجمات التي قامت بها العصابات الصهيونية ومجازرها بحق الشعب الفلسطيني والطرد والتهجير في العام 1948 انتقلت معهم موروثاتهم وعاداتهم وتقاليدهم وبالطبع كان منها الكوفية بكل ما تحمله من معاني. وفي الاردن حملت الكوفية ذات المعنى الذي لطالما مثلته في موطنها مع الاسف في احداث ايلول 1970 في صراع الاخوة. وبعد مرور اكثر من ستين عاما على النكبة لاتزال ترى الكثير من كبار السن يعتمرون كوفياتهم الفلسطينية لنفس السبب الذي البسيط الذي كان سائدا قبل العام 1936. اما ما يخص الشباب الفلسطيني في الاردن, نرى اقبالا واضحا على اعتمار الحطة الفلسطينية بشكل واضح اثناء سني دراستهم الجامعية وللاسف لاسباب سطحية تحكمها مرحلتهم العمرية والجو التنافسي في الجامعات الاردنية في سبيل اثبات هوية مقابل هوية في اطار عنصري ضيق الافق. فالعجوز يرتديها بحكم العادة وتقدم السن به والشاب ليحلق في افقه الضيق ويشبع غروره البسيط. وباختصار كل شخص في الشارع الاردني يرى شخصا اخر يرتدي الكوفية البيضاء والسوداء يدرك ان مرتديها فلسطيني لكن من يرتديها غير مستحضر فلسطينيته وهنا تكمن المشكلة.
وكما الكوفية انتقلت ايضا الازياء الفلسطينية مع المهجرين الى مختلف مناطق المهجر حاملة هذه الازياء معها جغرافية مناطقها وتصورات وثقافة ابنائها اذواقهم في التصميم. الا انه يمكن القول انها كانت الاسرع اندثارا بالنسبة للفلسطينين في الاردن فزي الرجال والنساء على حد سواء لا ترى له وجود الا مع البقية المتبقية من كبار السن. فتكون بالنسبة لك صدفة سارة ان ترى في الشارع رجل او امرأة يمشي مرتديا الزي الفلسطيني التقليدي. فالنسبة الاكبر من فلسطينيي الاردن وجدوا لانفسهم زي عصريا حديثا يتوافق ومتطلبات العصر والموضة, بالرغم من الاختفاء الواضح للزي التراثي الفلسطيني في الشارع الاردني وبين ابناء فلسطين انفسهم الا انه لا تزال بعض العائلات الفلسطينية ترتدي زيها التراثي في الاردن حتى يومنا هذا من مثل عرب التعامرة وقبائل منطقة بئر السبع. وربما نأت بهم طبيعة الحياة التي اعتمدوها في الاردن عن التغير والتحول فيما يخص الزي على العكس من باقي الفلسطينيين الذين انخرطو في الحياة المدنية وبالتالي لعب هذا النوع من الحياة دورا رئيسا في تخليهم عن عنصرا من عناصر الحفاظ على هويتهم الفلسطينية. في يومنا هذا اذا اردت رؤية زي فلسطيني فعليك الذهاب الى معارض متخصصة ان وجدت وفي احيان اخرى ترى الزي الفلسطيني على فتاة او اثنيتن في مسيرة او معرض لدعم الشعب الفلسطيني ما يعكس المناسباتية في عرض الزي الفلسطيني وانيته. فبغياب الزي الفلسطيني يغيب حصنا من حصون الحفاظ على الهوية الفلسطينية فيما يخص فلسطينيو الاردن ما يحدث شرخا تتسرب من خلاله هويات اخرى الى مركب الهوية الاصلية لفلسطينيي الاردن.
يعتبر(التراث المطبخي) من اهم واثبت عناصر التراث الشعبي لدى أي شعب. المطبخ البيتي تبقى فيه المراة سيدة وملكة متوجة على هذا العرش لا تتنازل عنه مدى الدهر فالطبخ شغف وهواية وفن ووسيلة تسلية وقتل وقت. لقد تفننت ربة البيت الفلسطينية في اعداد الاطعمة الشهية وقد تبقى هي وصديقاتها ليوم بالكامل يعدن الطنجرة الكبيرة لاكلة ما. ولعل الطعام الفلسطيني ومناسباته وطقوسه من اثبت عناصر الهوية الفلسطينية بالنسبة للفلسطينين في الاردن وادومها. ينتقل اسراره وفنونه وراثيا من الام الى البنت وهكذا دواليك. فبذلك يلعب الاكل الشعبي الفلسطيني دورا اساسيا في الحفاظ على الهوية الفلسطينية لفلسطينيي الاردن, ونتيجة لاحتكاك الفسلسطينين بافراد المجتمع الموجودين فيه فقد منحوا واكتسبوا من المجتمع الاردني ثقافة الاكل الشعبي وهذا طبيعي نظرا لاجتماعية الانسان لكن مع الاخذ بعين الاعتبار حفاظ كل ثقافة على هوية اكلها الشعبي. والحئول دون تماهيهما واندماجهما ليشكلا ثقافة جديدة تمزج من الهويتين هوية جديدة. الى جانب الاكل الشعبي كواحدة من اكثر عناصر الهوية الفلسطينية ديمومة يبرز عنصر اخر لا يقل اهمية وقوة في ابراز هوية الفلسطينين في الاردن وهي اللهجة الفلسطينية. تعتبر اللهجة الفلسطينية بطريقة نطقها اللطيفة الشاخصة التعريفية الاولى للفلسطينين في الاردن عنما يقابلوا ايا كان في اي مكان. واللهجة بمكان من الاهمية اذ انها تلعب دورا مهما في خلق شعور من الوحدة والانتماء والتلاحم بين افراد الشعب الفلسطيني في الاردن. تقوى اللهجة كلما اجتمع الفلسطينيون في الاردن في مناطق سكنية واحدة ويقوى حضورها ويبرز وجودها بينما تميل للتماهي والاختفاء كلما وجد فلسطينيون عاشوا في وسط تجمعات سكنية من اصول اردنية اذ تجد ان ابناء الفلسطينين الذين نشأوا في وسط هذه التجمعات يتحدثون اليك بلهجة اردنية قحة.
فهكذا نجد ان للرموز الوطنية الثقافية ومقومات الهوية الفلسطينية تلعب دورا مهما في الحفاظ على هوية فلسطينيوا الاردن التي تعاني من غربة عن ماضيها وجذورها بشكل ملحوظ في اوساط شرائح كبيرة منهم ولا سيما الجيل الحالي من اللاجئين الفلسطينين في الاردن, فاذا كان الحال كذلك بالنسبة لهذا الجيل فلا بد ان مستقبل الاجيال القادمة من فلسطينيي الاردن سيكون في خطر اكبر لتعرض هويته الفلسطينية الى الزوال في ضوء ما استعرضناه من احداث تعرض لها فلسطينيو الاردن ومن محاولات لدمجهم في المجتمع الاردني مع عدم القيام بما هو مطلوب للحفاظ على هويتهم في الدولة المضيفة لهم – الاردن - لكن هذه الرموز والمقومات تتباين في قوة حضورها من تجمع فلسطيني الى اخر وتهددها احيانا اخطار الاندماج والتزاوج مع رموز هوية الدولة المضيفة ما يعني وجوب المراقبة والمتابعة لتطور هذه الظاهرة, فهي بطيئة التطور وعميقة المفعول و وخيمة النتائج في نفس الوقت.
مأمون منصور خلف
يناير – 2008
الاردن
Assaqer101@hotmail.com
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment