Friday, December 26, 2008

مخيم غزة "الأردن": الواقع والتحيات

في الوقت الذي يحظى فيه غيرهم من اللاجئين الفلسطينين في الأردن بحقوق مواطنة يمكن وصفها بالكاملة، يبقى الذين هجرو ا إلى غزة عام 1948، ومن ثم إلى الأردن عام 1967 دون التمتع بكامل الحقوق الإجتماعية والمدنية ولا سيما السياسية.

في مخيم غزة بوجه خاص، المعروف أيضا بمخيم جرش، يبلغ عدد السكان حوالي عشرون ألف نسمة تعيش على مساحة 750 ألف متر مربع. وتعيش النسبة العظمى من السكان في هذا المخيم (97.19%) - حسب مسح أجرته وكالة الغوث الدولية في أيار 2007 - بحقوق منتقصة. حيث تمتلك نسبة منهم؛ إما جواز سفر مدته سنتين ونسبتهم (95.8%)، أو وثائق مصرية ونسبتهم ( 1.02%)، وقسم أخير لا يحمل أي وثيقة ويشكلون ما نسبته (0.37%).

تشكل نسبة اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث الدولية (93%) من السكان. والنسبة الباقية من إجمالي سكان المخيم (7%) مصنفة كنازحين، ولا تعتبر هذه المجموعة مستحقة للتمتع بخدمات وكالة الغوث الدولية، وهي لا تتلقى أيضا أي خدمة من أي منظمات دولية أخرى. وقد كان لهذا الوضع القانوني والسياسي الخاص تأثيرا على الوضع الإقتصادي والإجتماعي لأبناء المخيم. فمثلا لا يمكن للنسبة العمظى من سكان المخيم الإنتخاب، أو الحصول على فرص عمل لدى القطاع العام، أو تلقي كامل الخدمات التي تقدمها الحكومة الأردنية أو العمل في جميع وظائف القطاع الخاص.

القيود القانونية
لا تسهل بعض القوانين والتشريعات المحلية الحياة اليومية بالنسبة لأبناء مخيم غزة، أو أمثالهم من المهجرين الفلسطينيين الذين لا يتمتعون بكامل الحقوق المدنية نتيجة لوضع المواطنة الخاص بهم. ونتيجة لعدم تطبيق بعض الإستثناءات فيما يتعلق بهذه القوانين والتشريعات كونهم لاجئين لا يتمتعون بأية جنسية ويقيمون في الأردن لأكثر من أربعين عاما حتى الأن. وتتضمن بعض القيود القانونية الأتي:

المجال السياسي
1- لا يمكن الإنتخاب
2- لا يمثلون في البرلمان
3- لا يمكن الانضمام لأي حزب سياسي
الحماية
1- إذا كانت الوالدة من غزة ( لديها هوية من غزة )، يضم إليها الأولاد حتى لو كان الوالد حاملا لجواز سفر أردني مؤقت.
2- صعوبة المعاملات الرسمية وذلك لكثرة الطلب منهم الحصول على موافقات أمنية
العمل
1- يمنع من العمل في القطاع العام
2- لا يمنح مزاولة المهن التالية: طبيب أسنان، مهندس زراعي، محامي، صيدلاني، محاسب قانوني وغيرها وفقا لقرارات من النقابات المهنية الأردنية وهناك صعوبة بالغة في الحصول على مزاولة مهنة للمرضين.
3- لا يمكن تسجيل مشروع، بمعنى الحصول على سجل تجاري خارج المخيم، إذ يطلب منهم الحصول على موافقة من رئاسة الوزراء والتي من النادر جدا الحصول عليها.
4- لا يمكن تأسيس أو الإنضمام إلى جمعيات تعاونية.
5- لا يمكن العمل في قطاع البنوك بسبب طلب الحصول على موافقة أمنية يستحيل الحصول عليها.
6- لا يمكن العمل في فنادق ذات تصنيف خمس أو أربع نجوم بشكل أساسي. ويصعب العمل في فنادق أقل درجة أيضا.
7- لا يمكن الحصول على رخصة سواقة عمومي.
8- غير مشمولين ببرامج التدريب والتوضيف التي تديرها الحكومة بالتعاون مع مؤسسات دولية أو القطاع الخاص.
9- صعوبة العمل في المدارس الخاصة، أيضا بسبب صعوبة الحصول على موافقة أمنية.
التعليم
1- يعامل أبناء مخيم غزة في الأردن في التعليم الجامعي معاملة الأجنبي من حيث الأقساط الواجب دفعها. فيطلب منهم أضعاف مضاعفة.
2- يمكن للمتقدمين لدرجة البكالوريوس التقديم من خلال مكرمة المخيمات، أو السفارة الفلسطينية ليتمكنوا من دفع نفس رسوم الأردني. لكن المقاعد المتوفرة من تينك الجهتين محدودة جدا.
3- مكرمة المخيمات تعطي (5%) من المقاعد الجامعية لدرجة البكالوريوس للمخيمات بحيث توزع حسب الكثافة السكانية في كل مخيم، علما أن قاطني معظم المخيمات الأخرى هم حاملون للجنسية الأردنية بمعنى يمكنهم الحصول على مقاعد جامعية كأردنيين.
4- من غير الواضح ألية توزيع المقاعد المتوفرة للسفارة الفلسطينية ( 350 مقعد ) على الفلسطينيين. تعطي السفارة الأولوية للفلسطينيين في الداخل حسب السفارة. لكن من غير الواضح كيف يؤخذ الوضع القانوني لأبناء قطاع غزة في الأردن في حسابات السفارة عند وضع الأولويات وتوزيع المقاعد.
5- لمن يريد أن يكمل الماجستير أو الدكتوراه، لا يوجد أي منفذ للحصول على مقعد مقابل نفس رسوم المواطن الأردني.
6- للإلتحاق بالمدارس الثانوية والتدريب المهني، يعامل نفس معاملة الأردني فيما عدا طلب الموافقة الأمنية من خلال دائرة الشئون الفلسطينية.
التملك
1- يمنع من امتلاك العقارات ( أراضي أو أبنية ) وتم منع الوكالة غير القابلة للعزل مؤخرا
2- شراء أو تسجيل سيارة خاصة يتطلب موافقة أمنية، والرسوم مشابهة للرسوم المطلوية من الأجنبي للحصول على رخصة سواقة خاصة.
الصحة
1- لا يتمتعون بالتأمين الصحي لتلقي العلاج في المراكز الصحية الحكومية أو المستشفيات حيث أنهم يعاملون معاملة الأردني القادر.
2- لا يسمح لهم بأي إدخال لدور المسنين كونهم لا يحملون أي رقم وطني.
3- تم شمول الأطفال دون الستة أعوام مؤخرا بالتأمين في الوقت الذي لم يشمل المسنين فوق الستين عاما من غير الأردنيين.
4- منذ شهر أذار 2008 تم إلغاء الإعفاءات الطبية للأمراض الصعبة ( وحدة شئون المرضى التابعة للديوان الملكي لم تعد تتلقى طلبات دون رقم وطني ).
الخدمات الإجتماعية
1- لا يتلقون معونات من وزارة التنمية الإجتماعية أو صندوق المعونة الوطنية بعكس غيرهم من اللاجئيين الفلسطينيين الذين يستفدون من خدمات وكالة الغوث الدولية والمعونات الحكومية.
2- عدم الإستفادة من المكرمة الملكية للفقراء أو ما يعرف بـ ( مساكن الفقراء ).
3- هناك مشروع قرار قد يحرم أبناء المخيم من الإستفادة من تقاعد أو اعتلال من الضمان الإجتماعي. فحسب المادة 96 من مشروع القانون الذي وضعه مجلس إدارة الضمان الإجتماعي " في حال استحق أي مؤمن عليه غير أردني لراتب التقاعد أو راتب اعتلال يتم استبدال هذا بتعويض الدفعة الواحدة المنصوص عليها في المادة 68\أ من هذا القانون، أو بضرب قيمة الراتب المستحق في (36) أيهما أكثر. وفي حال الوفاة يوزع المبلغ على الورثة المستحقين عنه وفقا للجدول (4) الملحق بهذ القانون".


واقع التعليم:
تعتبر نسبة الأمية للسكان في مخيم غزة لأولئك من هم فوق 15 عاما عالية (13.8%) مقارنة بنسبة الأمية في الأردن (7.5%). بينما تعتبر نسبة الذين يتابعون دراستهم بعد مرحلة الثانوية العامة قليلة (13.2%) مقارنة بما نسبته (22%) من سكان الأردن.
من نسبتهم (13,2%) ممن يكملون تعليمهم بعد مرحلة الثانوية العامة في مخيم غزة تشمل كل الذين يكملون تعليمهم في المجال المهني، والدبلوم، والجامعات ( بكالوريوس، ماجستير، دكتوراه) حيث تتوزع على الأتي: البكالوريوس (6.5%)، الماجستير (0.3%)، الدكتوراه (0,1%). ويرجع سبب هذه النسب المنخفضة جدا إلى معاملة الطالب من أبناء مخيم غزة كطالب أجنبي من حيث الرسوم ما عدا الذين يحصلون على مقاعد عن طريق مكرمة المخيمات أو السفارة الفلسطينية، ولكن تبقى نسبتهم منخفضة وقليلة. بالإضافة إلى هذا، تعتبر نسبة عدم الإلتحاق بمؤسسات تعليمية ( المدرسة ) كبيرة فيما يخص الأطفال بين ( 6- 18 ) سنة، حيث تبلغ نسبتهم (9,1% ). وقد تعزى هذه النسبة المرتفعة إلى الفقر والإفتقار إلى القدرة المالية لإتمام الدراسة ومواكبة الطلاب الأخرين والحاجة إلى العمل بالإضافة إلى ضعف التحصيل العلمي للطلاب. وهناك حاجة لتعزيز دور المرشد الإجتماعي في المدارس للتقليل من مشكلة التسرب.
وتواجه مدارس وكالة الغوث في مخيم غزة تحديات من حيث البيئة المدرسية. وتتمثل أهم هذه المشكلات في اكتظاظ الصفوف، وبروز مشكلة " الصفوف الطيارة " أي عدم توفر غرف صفية لعدد لا بأس به من الطلاب حيث يتنقل الطلاب من صف لأخر أو إلى الساحة أو إحدى الغرف الفارغة لأخذ الحصص، هذا بلإضافة فقر المرافق الأخرى في المدرسة سواء الصحية أو التثقيفية.

الدخل والوضع الإقتصادي:
يبلغ متوسط دخل الأسرة الأسرة شهري في مخيم غزة 186 دولار دون المساعدات، و 217 دولار بحساب المساعدات مقارنة بـ 311 دولار، و 360 دولار متوسط الدخل الشهري بالنسبة للاجئين الفلسطينين في الأردن دون المساعدات على التوالي. وقد بلغت نسبة السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر المطلق ( أقل من دولار واحد للفرد في اليوم ) 64%. وتعود نسبة الفقر العالية هذه لوجود نسبة بطالة عالية جدا، بالمقابل بلغت نسبة البطالة في مخيم غزة (39%) موزعة على (81%) للنساء، و(25%) للرجال، مقارنة بـ (14%) للاجئين الفلسطينين في الأردن، وللسكان في الأردن على السواء. تزيد نسبة البطالة إلى (43%) إذا أضيفت نسبة "المحبطين" أي الذين لا يبحثون عن عمل. بالإضافة إلى هذا فإن نسبة عالية من العاطلين (32%) الذين لم يعملوا أبدا في حياتهم.

يعزى ارتفاع نسبة البطالة العالية إلى عدة أسباب :
أولا: القيود القانونية التي تجعل فرص العمل بالنسبة لأبناء مخيم غزة محدودة، فلا يسمح لهم العمل في
القطاع العام، او مزاولة المهن في القطاع الخاص.
ثانيا: وقوع المخيم في منطقة زراعية بعيدة عن المراكز التجارية بشكل عام.
ثالثا: صعوبة إيجاد مشاريع تعاونية وذلك أن القانون لا يسمح لغير الأردنيين بالإنضمام إلى جمعيات تعاونية
بشكل أساسي ولا يسهل ( أو يعيق بكلمة أدق) تسجيل أي مشروع تجاري خارج المخيم.
رابعا: الإفتقار إلى القدرة على الحصول على تمويل كاف، والإفتقار إلى مهارات التخطيط وإدارة المشاريع،
والتعبئة، والتغليف والتسويق.
خامسا: الإفتقار إلى المهارات الناتج عن التسرب المدرسي، وعدم الإلتحاق بالمدرسة لمن هم في سن ( 6 – 18 ) ومتابعة التعليم المهني.

البيئة والبنية التحتية:
(25%) فقط من المساكن في مخيم غزة يتكون سقفها من الإسمنت، بينما تتكون معظم أسقف المساكن (55% ) من ألواح زنك وإسبستوس، و (9%) من ألواح زنك وإسمنت. وتعاني ( 84% ) من الأسر من عدم ربط المسكن مع شبكة الصرف الصحي. و( 64% ) من الأسر تعاني من نقص التدفئة الكافية في الشتاء. بالإضافة إلى ذلك تكمن هناك حاجة في تحسين خدمات المياه والتخلص من النفايات الصلبة في المخيم وتعبيد الطرق وغيرها من خدمات البنية التحتية الأساسية.

الصحة:
تتمحور التحديات في المجال الصحي لسكان مخيم غزة في توفر الخدمات الصحية والقدرة على الحصول عليها. فعلى سبيل المثال، يعامل أبناء مخيم غزة من حاملي جواز سفر أردني مؤقت معاملة القادر في المستشفيات. لكن، صعَب القرار الأخير الذي لم يعد بسببه أبناء مخيم غزة يستطيعون الحصول على إعفاء من الديوان الملكي لعلاج الأمراض المستعصية والحالات الصعبة. بالإضافة إلى هذا، يفتقر المركز الصحي لوكالة الغوث في المخيم لبعض التخصصات ذات الأهمية.

التوصيات:
بالنسبة للحكومة الأردنية:
1- منح أبناء مخيم غزة الحقوق المدنية الإقتصادية والإجتماعية وخاصة في مجالات التعليم والعمل والصحة.
2- أن تراعي دائرة الشئون الفلسطينية في سياساتها الوضع الخاص لأبناء قطاع غزة في في مخيم غزة \ جرش, فتزيد من الخدمات والإمتيازات المقدمة للاجئين الفلسطينين منهم مقارنة باللاجئين الفلسطينيين الذين يتمتعون بمواطنة كاملة ( مثل زيادة عدد مقاعد مكرمة المخيمات لطلاب الجامعات ).

بالنسبة لوكالة الغوث:
1- الأخذ بعين الإعتبار الوضع الخاص لأبناء قطاع غزة من اللاجئين الفلسطينين وزيادة الخدمات والإمتيازات المقدمة لهم مقارنة باللاجئين الفلسطينين ممن يتمتعون بمواطنة كاملة ( في التوظيف في التعليم والقطاع الصحي والخدماتي )
2- تعزيز دورها في الضغط لتغيير بعض السياسات والقوانين والتشريعات المحلية.
بالنسبة للسفارة الفلسطينية:
1- توضيح معايير اختيار الطلاب للدراسة في الأردن أو الحصول على بعثات خارجية فيما يتعلق بأبناء قطاع غزة في الأردن (نظام كوته)
2- تعزيز دورها بالتنسيق مع الحكومة الأردنية لتسهيل الحصول على فرص عمل لأبناء مخيم غزة بالتحديد، بحيث تحفظ حقهم بالعودة، ولكن تمكنهم من العيش بكرامة. ( تسجيل مشاريع تجارية، وامتلاك ولو مساحة محددة من الأرض للسكن والزراعة والعمل في وظائف أخرى ).

بالنسبة للمنظمات الدولية:
1- تقديم الدعم خاصة لما نسبته (7%) من سكان المخيم ممن لا يحق لهم التمتع بخدمات وكالة الغوث الدولية 0غير لاجئين وغير مواطنين).
2- المناصر لتعزيز حقوق أبناء قطاع غزة في الأردن، وخاصة أبناء مخيم غزة \ جرش.
3- تقديم خدمات في مخيم غزة ( حيث تكاد لا تتواجد أي من المنظمات الدولية الإنسانية والتنموية في المخيم).

Monday, May 5, 2008

الهوية الفلسطينية عند اللاجئين الفلسطينين في الاردن بين خطر التماهي وصراع البقاء

الهوية الفلسطينية عند اللاجئين الفلسطينين في الاردن بين خطر التماهي وصراع البقاء

المقدمة:

ان الوطن ليس نتاجا تلفيقيا لتكدس بشري على رقعة من الارض, يختلسون زمنا من التاريخ وحيزا من الواقع لانتاج وطن, بل الوطن نتاج هوية متجذرة وانتماء ضارب وفعل تاريخي وذاكرة نشطة. فما الذي يكون ان جفت هذه الجذور ونضب معينها او تلوث فعلها بصراعات عقبمة او وهنت ذاكرة ابنائها وما الذي سيكون ان غلّب على المشهد المجتمعي فاعليات واسعة للهويات الفرعية ستحتضن الفرد بعد ان يفقد هويته فتصبح بديلاً للهوية الوطنية التي وقعت في منطقة الجدل والتجاذب والتخندق خصوصاً العامل التاريخي يلعب دوره الكبير في تضخيم هذه الهويات سواء كانت دينية او طائفية اوعرقية اوحزبية حتى .
لا بد من ان الناتج سيكون وخيما لكن ما الذي سيكون ان فعلاً بدأت الهوية بالتفكك والاضمحلال والتماهي والذوبان .لا بد ان الوطن سينزف نفسه ويلفظ الشعب اخر مكنونات هذا الوطن بشكل لا واعي ليكتشف يوما ما انه فقد موطئ قدميه وتحولت بوصلته الى غريب جديد تسرب الى بنيته دونما يشعر ,فغدا جزء من هذا الغريب الجديد وغدا جزء منه .والامر خطير كذلك ,كان لا بد من تسليط الضوء على شعب هجّر من ارضه وفعل الدهر فيه ما فعل واعترت هويته الايام والسنون حتى بات ضروريا تفحص بنية هويته وبيان صحتها من اعتلالها وسقمها . يعاني اللاجئون الفلسطينيون في الاردن من خللا بنيويا امتدت اثاره الى هويتهم ونسيجهم الوطني واحدثت فيه خللا واسعا , وثقبا بل ثقوب لا يمكن ثقبها بسهولة في علاقة اللاجئ الفلسطيني بوطنه من خلال هويته الموتورة والتي أصبحت عبئا ثقيلا لا يلبث ان يتخلص منه في اول فرصة هجرة ليبحث عن وطن اخر عله يجد فيه شيئا مما افتقده في وطنه على سبيل المثال لا على سبيل الحصر . والخطر ان الهوية ليست معطى مقدسا وثابتا ونهائيا انما هي معطف تاريخي في حالة صيرورة وحركة دائمين فالفرد يوجد في مجتمع ما اولاً
ثم يكتسب هويته او ماهيته لاحقا ,خصوصا ان توافرت عوامل اضعاف الهوية الاصلية من جهة وعوامل اكتساب هوية جديدة من ناحية اخرى . وعليه فان وضع اللاجئين الفلسطينيين في الاردن له حساسية مفرطة وحالة خاصة اذ انهم منطون تحت عوامل اضعاف الهوية باشكال عدة وتوفر البيءة اللازمة لاكتسابهم هوية جديدة. فخزان الذكريات الاول متمثلا بالجيل الاول من مهجري النكبة اخذ بالتناقص من خلال موتهم واخذ تلو الاخر اخذين معهم فلسطين كل فلسطين الذكريات والزيتون وارض البرتقال وملعب الطفولة مخلفين ورائهم مفتاح البيت القديم وصك ملكية لقطعة ارض في غور بيسان وجيلا عاش فلسطين حديث سهرة ودمعة عين واغنية وطنية او اكلة شعبية تدفئه في برد الشتاء. وهذا الجيل انتج جيلا من نوع اخر مختلف تماما ذو روابط ضعيفة مع وطنه الام وهويته الفلسطينية. وله العذر كل العذر اذ انه لم يولد في ارض ابائه واجداده ولم يختبر فلسطين ارضا, مزرعة, مرتع طفولة, حلم المستقبل وفتاة يغرق في حبها او وطنا يصاب برصاصة دمدم من اجله او قذيفة مدفع تشظيه هنا وهناك ليمتزج بالارض دما فينبت غدا زهرة في ارضها.
ناهيك ان حارس الهوية الاكبر عند اللاجئين الفلسطينيين في الاردن – المخيم – تهاوت اسواره وضعف دوره وغاب معناه ورمزيته , فاصبح جل ما يمثله مكان ينام اللاجئ فيه ويحلم يوميا بتركه الى مكان اخر .
لهذه الاسباب ولغيرها سيتم ايرادها لاحقا في الدراسة تعاني الهوية الفلسطينية عند اللاجئين الفلسطينيين في الاردن من حالة انتحار بانسلاخها عن تراثها وهويتها مما خلق ضرورة لتدارك ما تبقى منها وبعث الروح فيها من جديد وتسليحها بالصمود لانه حتما ان فشلنا في الحفاظ على الهوية سنفشل في انتاج دولة .



اسباب تذبذب الهوية الفلسطينية عند اللاجئين الفلسطينيون في الاردن :

نظرة تاريخية :

ـ تبدأ المشكلة من قبل حدوث النكبة باعوام طويلة تعودة الى تاريخ قيام امارة شرق الاردن وتاسيسها في العام 1921 والاغراض التي قامت هذه الامارة لخدمتها .فمن جهة نرى انها قامت لاستيعاب اعداد كبيرة من الاجئين الذين سيتم تهجيرهم من فلسطين لاحقا الى جانب وظيفتها كسياج امني على اطول حدود مع دول الوطن العربي لدولة الاحتلال الصهيوني . وذلك بدليل ان القسم الاكبر من اللاجئين تم توجيههم الى منطقة شرق الاردن انذاك وهذا بسبب الدور الذي لعبته بريطانيا قبلا في قرار التقسيم اذ فصلت الكيان الاردني عن الكيان الفلسطيني الذي ارادت اقامة الدولة اليهودية عليه مما اثار غضب الحركة الصهيونية التي ارادت ان يشمل وعد بلفور شرق الاردن كما شمل فلسطين ويبدو ان بريطانيا ارادت من تلك التجزئة ان تكون امارة شرق الاردن منطقة عازلة (buffer state )بين المحيط العربي والكيان الصهيوني .
فبقي اللاجئون على ارض الاردن الى ان وجهت اول ضربة لهويتهم في العام 1950 بعد توحيد الضفتين اي بعد عامين فقط من نكبتهم ليناموا وهم فلسطينيون ثم ليستيقظوا وهم اردنيون يحملون الجنسية الاردنية ويحملون جوازات سفر اردنية بدلا من منحهم وثائق سفر من باب حماية هويتهم ونسهيل امورهم بنفس الوقت الا انهم ناموا عشية فك الارتباط اردنيون واستيقظوا في اليوم التالي ليجدوا انفسهم فلسطينيون مع بقاء واجبتهم وحقوقهم كأردنيين لا كلاجئين . اصبح الاردن يضم الضفتين في دولة واحدة هي المملكة الاردنية الهاشمية وذابت الهوية الوطنية الفلسطينية في الهوية الاردنية بعد ان بات الاردن يتحدث باسم القضية الفلسطينية طيلة سنوات الخمسينات حتى قيام منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964.

فنخلص من ذلك الى ان المملكة الاردنية الهاشمية لعبت دورا مباشراً اخر في بنية الهوية الوطنية للاجئين الفلسطينيين في الاردن .فمقارنة بالاعداد الصغيرة نسبيا للاجئين في كل من سوريا ,لبنان ,العراق ومصر نجد ان القسم الاكبر الذي تم توجيهه الى الاردن قد تم منحه الجنسية الاردنية على خلاف اللاجئين في الدول الاخرى اذ كان الاجدر بالدولة الاردنية ان تناى بنفسها عن لعب هذا الدور الذي خدم الكيان الصهيوني فقد كان حريا بها تسهيل حياة اللاجئين دون المساس بهويتهم الساسية على اساس ان بناء الهوية الفلسطينية ياتي في مواجهة الهوية الصهيونية لا في مواجهة هوية اقليمية عربية آخذين في عين الاعتبار ان احد اهم اهداف الكيان الصهيوني هو تذويب الهوية الفلسيطينية في هويات البلدان المستضيفة لها ونجمل القول :

1. بدأت القوى الاستعمارية باستهداف الهوية الفلسطينية منذ عام 1916(سايكس بيكو)
2. تبع ذلك قرارالتقسيم 1917 الى جانب وعد بلفور
3. حدوث النكبة عام 1948
4. قيام وحدة الضفتين عام 1950 ومنح الجنسية الاردنية لللاجئين
5. ظهور منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964
6. ازمة احداث ايلول عام 1970
7. النكسة عام 1967 ونزوح عدد كبير من الفلسطينيين الى الاردن
8. حرب اكتوبر عام 1973 وظهور الشعور بوجوب ممثل للشعب الفلسطيني من خلال الاعتراف بالمنظمة كممثل وحيد وشرعي للقضية الفلسطينية وبذلك تراجع الاردن عن تمثيل القضية الفلسطينية لاول مرة عام 1950
9. فك الارتباط القانوني والاداري عام 1988

نرى ان الهوية الوطنية الفلسطينية قد مرت بمنعطفات حرجة جدا في منسوبها البياني ارتفاعا وهبوطا مرورا بهذه المراحل فما هي الاسباب اليوم الى جانب هذا الموجز التاريخي التي تعمل على اضعاف الهوية الفلسطينية:


اولا: غياب المنظمات والفصائل الفلسطينية عن الساحة الاردنية وبالتالي غياب كل البرامج المنظمة سواء كانت خدماتية او اجتماعية او انسانية او ثقافية للاجئين الفلسطينين المتواجدين داخل المخيمات أو خارجها مما انعكس سلبا على بنية الهوية الوطنية الفلسطينية للاجئين الفلسطينيين في الاردن.هذا الغياب ادى الى توجه ذوي الحاجة والدخل المحدود والمعوزين الى مؤسسات المجتمع الاردني الحكومية وغير الحكومية ولهذا التوجه اثره السلبي على بنية الهوية الفلسطينية لدى اللاجئين من حيث اعتمادهم في مورد اساسي من موارد حياتهم على مؤسسات المجتمع المدني الاردني اذ يصبح امنهم الحياتي وبشكل كبير معتمد على هذه المؤسسات والدولة التي تحتضنها . والانسان يتحول ولائه باتجاه مكان سكنه ومن يؤمن له الخبز والماء.
وفي المقابل نجد غياب واضح ايضا للبرجوازية الوطنية ودورها الى جانب غياب المنظمات والفصائل الفلسطينية ومؤسساتها وان وجدت فاما انها متنصلة من دورها كبرجوازية وطنية أو تراها في ثوب كمبرادوري بحت أو راسمالية صرفه تتجار بالاخضر واليابس .في المقابل نرى أن هذه الصورةالقاتمة للاجئين الفلسطينيين في الاردن غير موجودة لدى غيرهم من اللاجئين في الدول المضيفة الاخرى كسوريا ولبنان والعراق اذ أن الهوية الفلسطينية للاجئين في هذه الدول واضحة كل الوضوح لوجود ما غاب عن الساحة الاردنية وقيام تلك الدول بالمساعدة للحفاظ على الهوية الفلسطينية للاجئين على ارضها الى جانب فاعلية المنظمات والفصائل الفلسطينية هناك على عكس ما هو الحال عليه في الاردن ما يعكس اهمية وجود الفصائل الفلسطينية ودورها في تنظيم حياة ابناء شعبها والخطر الذي يحدق بتجمعات اللاجئين في ظل غياب هذه المنظمات والفصائل.

ثانيا:غياب المخيم كرمز وتراجع دوره كحارس للهوية الفلسطينية باتت معظم المخيمات عبارة عن ( كانتونات ) لجمع الناس أي مكان مبيت لا أقل ولاأكثر .لم يبقى لوجودها أي بعد فلسطيني أو اطار ثوري . لم تعد المخيمات مصنعا للهوية الفلسطينية كما كانت في السابق ولم يعد ينطبق عليها مقولة"عندما تضحك المخيمات تعبس المدن الكبرى" بل نجد ان هناك حركة هجرة من داخل المخيم الى خارجه ونظرة سلبية تجاهه. فالدور التاريخي للمخيم اخذ بالانحسار التدريجي ولذلك علاقة بالسبب الاول الانف ذكره, اذ ان المخيمات الفلسطينية في مرحلة المقاومة كانت خزان الثورة والهوية الاول, لكن بعد خروج فصائل المقاومة بعد احداث 1970 كان المقتل بالخطاء الجسيم الذي ارتكبته معظم الفصائل ان لم يكن جميعها في عدم اعادة تنظيم المخيمات انذاك في فترة السبيعانات والثمانينيات القرن الماضي ما زرع الخوف في نفوس اللاجئين نيجة تلك الاحداث وبسبب التشديد عليهم في تلك الفترة ومنعهم من العمل او السفر ما انتج جيلا خائف وسلبي بمرور الوقت. فبغياب دور المخيم تولد جيل غير واعي وخائف كون شعور عام وقد يكون شعور جمعي تمثل بانه جيل دون مستوى التغير و كوجود فلسطيني في الاردن اخذ بالتفاعل كأقلية. ومن الغريب انك لا تلمح مظاهرا احتفالية بالمناسبات الوطنية الفلسطينية في معظم المخيمات الفلسطينية في الاردن. وان وجدت تكون دون المستوى المطلوب وخجولة ومقتضبة وخالية من روحها الشعورية والوطنية. فلا تجد متابعة لاحياء ذكرى النكبة, النكسة, يوم الارض, يوم الشهيد ويوم الاسير .... الخ. وكل هذه برأيي مؤشرات خطيرة دالة على ضعف بنية الهوية الفلسطينية عند اللاجئين الفلسطينين في الاردن.
reas
ثالثا: فقدان الثقة بالعودة الى فلسطين واتفاقيات السلام والشعور بعدم جدية المؤسسات الفلسطينية حكومية وغير حكومية بالسعي الجدي لتطبيق قرارات الشرعية الدولية فيما يخص عودة الاجئيين الفلسطينين الى اراضيهم وتعويضهم, الى جانب الشعور بتراخي وتساهل المفاوض الفلسطيني في هذه المسألة وان كان يواضب على التصريح الاعلامي ان مسألة اللاجئيين خط احمر غير قابل للتفاوض وانه يعمل جادا على تحقيق عودة كل اللاجئين. الا ان اللاجئ في الاردن كما هو الحال لبقية اللاجئيين في مناطق تجمعهم الاخرى بات يدرك ان قضيته لا تعدو عن كونها ورقة يستخدمها المفاوض الفلسطيني للضغط على الجانب الاسرائيلي في المفاوضات بغية تحصيل بعض المكاسب السياسية. وقد بات يتولد شعور عام فيما يخص قضية حق العودة انها فكرة من ضرب الخيال والمثالية اكثر منها واقعية. فالجهات الرسمية تماطل وتتخاذل في حق العودة والاكثر من ذلك انها تذهب لمؤتمرات دولية جل همها اسقاط قضية اللاجئين وحق العودة والسعي لتوطينهم في الدول التي تستضيفهم ما خلق عنده كفرا بابناء جلدته ويأسا من كل هذا الغزل الاعلامي. اما الجهات غير الرسمية لا تكف عن عقد المؤتمرات التي تأكد حق العودة مع كل الاحترام والتقدير لجهود هذه الجهات الا ان الدور المطلوب منها اكبر في ظل التراخي الرسمي وانسجامه ولا اقول تواطئه مع المخططات الصهيونية والغربية. فقامت هذه المنظمات والمؤسسات بالمسارعة الى انقاض ما تبقى من التاريخي الفلسطيني الذي يحمله مهجروا النكبة سواء كان بتسجيل التاريخ شفويا او تصويرا او كتابة مدركين ان الوقت بدأ يسرق طبقة من جيل اللاجئيين بغاية الاهمية. الجيل الذي عاش النكبة والتهجير, اذ يرحل اخذا معه الكثير من مخزون فلسطين التراثي. فيغيب وتغيب معه شهادة على حقبة مفصلية في تاريخ فلسطين. حقبة تحاول البروباجاندة الصهيونية طمس معالمها وتشويه حقائقها بكل ما اوتيت من عزم و قوة. وبرحيل هذا الجيل يبقى جيل لا تعني له فلسطين اكثر من قصة سمعها من والده او جده عن كروم الزيتون وبيارات البرتقال. جيل عرف فلسطين اغنية ثورية يسمعها في شريط كاسيت او كوفية يلف نفسه بها و أكلة شعبية حفظتها البنت عن امها عن جدتها فقدت معناها مع الوقت ودلالتها, كلها مجتمعة كانت في وقت من الاوقات تشكل حنينا يشد الى ارض فلسطين. وهذا الجيل أفرز جيلا من نوع اخر تماما. جيلا فلسطين بالنسبة له ترف فكري واستعراض ثقافي ونقاش عقيم في هذا الفصيل وذاك فحصر فلسطين كل فلسطين في تنظيم ضيق او طائفة او عرق او حزب. فلا يزال ما يعرف بالجيلين الثاني والثالث في المهاجر يعانيان من مشاكل اخلاقية و روحية حادة, اذ منهما الكثيرون الذين يعانون من ازمة هوية ثقافية فلا هم يتعرفون على ذواتهم في القيم الاصلية ولا هم يجدون انفسهم في ثقافة المجتمع الذي يعيشون فيه. ان معالجة هذا الامر تقتضي دراسات ثقافية مفصلة, ونموذجا جديدا للتعليم يأخذ بالحسبان الاوضاع الاجتماعية والثقافية المتعددة. على ان الهوية بمعناها العميق لا ترتبط بالماضي فحسب, بل هي شيء يبنى ويؤسس. وعليه فاذا كان من الضروري الحفاظ على الثوابت اللميزة للهوية, فلا بد ايضا القيام بما هو ضروري من تغيرات يطبعها التفتح على التفكير المتجدد واعمال النظروالاجتهاد. والا سيكون للانسان الفلسطيني هوية انسانية جديدة بصورة تعددية والتي تعكسها سلسلة من المناقشات في اللجنة المتعددة الخاصة باللاجئيين واسقاطها مبدأ العودة والتزامها بعدد من المخططات الهادفة لتوطين وتأهيل اللاجئيين في اماكن تواجدهم منذ اكثر من خمسن عاما.
الواقع الجديد الذي اخذ بالتلبور نتيجة لاتفاقيات السلام الفلسطينية – الاسرائيلية قد عكس التعددية في الانتشار الجغرافي السكاني الفلسطيني بداية في اسرائيل أو الكيان الفلسطيني الوليد في فلسطين او في بقية الاصقاع الجغرافية في العالم. ونتيجة لهذا الانتشار السكاني فان وعي الذات الوجودي الفلسطيني المستقلبي سيكون على شكل حلقات متداخلة مركزها الكيان الفلسطيني الوليد وحلقاتها متداخلة جغرافيا على الامتداد الكوني, وستكون هذه الحلقات حلقات الالم واللانتماء المؤقت لهذه المجتمعات لهذه المجتمعات المتعدددة وما يعكسها من معاناة واحباطات على كافة المستويات. ومن خلال هذه الحلقات المتعددة ستكون حلقات جديدة من الوعي الوجودي لكل فلسطيني حتى يتمكن من تجاوز واقعه الجديد.
ان واقع التسويات السلمية المتعددة بين اسرائيل والدول العربية والاسلامية تحت مظلة الشمولية (( العادلة)) كما تدعى وكما طرحت منذ البداية بغض النظر عن النسبية في تحقيقها, ان واقع انساني جديد سيولد ومن جنينه سيكون هناك مجتمعات فلسطينية اردنية, فلسطينية سورية وفلسطينية لبنانية .... الخ. وهذه المجتمعات الوليدة بهويتها السياسية المعترف بها في اماكن تواجدها وفي جميع انحاء العالم سيكون عليها تحمل بناء المشاعر السلوكية الاخلاقية وغيرها من التقاليد العربية بنسيجها المجتمعي التكافلي. وبالتالي بدلا من من حماية النسيج المجتمعي الفلسطيني الواحد سيخلق نتيجة للتسويات العربية الاسرائيلية مجتمعات فلسطينية متمايزة عن بعضها من جهة وعن نسيجها الفلسطيني الواحد من جهة اخرى ما يؤدي لنتيجة حتمية هي ذوبان هويتها الفلسطينية واكتسابها هوية اخرى غريبة عنها وخاصة بها مزيجا من ماضي جيني فيها ومن واقع مادي تعايشه. والمجتمع الفلسطيني في الاردن الاكثر عرضة من بين المجتمعات الفلسطينية الاخرى في الشتات للذوبان وتحوله الى عرقية اردنية من اصل فلسطيني مكتسبا لكل العادات والتقاليد الاردنية مع الوقت اذا لم تتم حماية هذا المجتمع الفلسطيني في الاردن.

(مظاهر التذبذب )

ولهذا التذبذب مظاهره ودلائله منها الواضح الجلي ومنها الخفي الذي يكاد لا يلاحظ . لقد ادى تشتت الشعب الفلسطيني داخل فلسطين ( الضفة, القطاع , اسرائيل ) وخارجها خاصة ( الاردن , سوريا , لبنان ) الى نشوء مجتمعات فلسطينية تتفاوت في خصوصياتها الاجتماعية , الاقتصادية , الساسية في علاقاتها مع بعضها البعض او في علاقاتها الواحدة الذاتية متمثلة بالشعور الجمعي لافراد هذه المجتمعات من جهة ومع فلسطين الام من جهة اخرى .
ففي الاردن اللاجئون لهم حقوق وواجبات المواطنين الاردنيين بينما سوريا ولبنان حافظواعلى هويتهم وتمايزهم عن المجتمع الحاضن لهم كالاجئين بالرغم من حالة التنظيم السياسي والاجتماعي التي قامت في صفوف فلسطينيي الشتات , وعلى الرغم من وجود اغلبية منهم في تجمعات بشرية (كمخيمات اللاجئين ) ورغم التفاوت النسبي في درجة اندماجهم وانخراطهم وتكيفهم في المجتمعات المضيفة وحفاظهم في اماكن تواجدهم المختلفة على هويتهم بشكل متفاوت نسبي وانخراطهم في منظمات ونشاطات خاصة بهم , فقد شكلوا جزءا لا يتجزأ من المجتمعات التي عاشو فيها . ولم يشكلوا تكوينات اجتماعية اقتصادية خاصة بهم ما خلق ازدواجية واضحة في ذواتهم . ففي الاردن يعاني قسم كبير من اللاجئين الفلسطينيين اما ازدواجا في هويتهم او ضعفا فيها او تماهيا واندماجا مع الهوية الاردنية . ففي بعض المقابلات المسجلة ضمن برنامج
( تاريخ فلسطين الشفوي ) تسمع البعض يجيب عن السؤال في اخر المقابلة الموجه له : ((اذا ما قدر لك العودة الان الى ارضك في فلسطين هل ترجع؟ ))كان قسم يجيب بـ(( لا )) ويبرر ذلك بقوله ولدت هنا وانشأت بيتا واقمت عملا او تجارة او حصلت على وظيفة بل ومنهم يضيف ليس لي في فلسطين شيء .
وان لم يكن كذلك فهو واحد من اثنان اما محافظ على هويته ومعتز بفلسطينيته او متأردن بالكامل . ولا ادلُّ على ذلك من بعض المظاهر الانتخابية في الدورة الاتخابية الاخيرة تشرين الثاني 2007 فكثيراً ما رأينا بعض المرشحين من اصول فلسطينية بحتة يرفع شعارات تدل على تنصله من هويته الفلسطينية واعلان اردنيته الكاملة . كالشعار الذي رفع ليقول : عشائر عرب......... اردنيو الانتماء , هاشميوا الولاء في لوحة مضيئة على قارعة الطريق يراها كل من مر بها . وشعار اخر يقول : لن نرضى الا....... وطنا و....ملكا شاء من شاء وابى من ابى . فهل هي في هذه الحالة نوع من (الانوميا) بمعنى انها شكل من اشكال فقدان الذاكرة الذي يودي بنا الى نسيان الهوية الخاصة, او ان الظروف لا تسمح لمثل هؤلاء المرشحين بالبوح بهويتهم حتى لا يعرضوا انفسهم لخطر ما من مثل الاتهام بالعنصرية او الملاحقة الامنية او غير ذلك. فالمعروف ان الحالة الاولى نادرة جدا لكن يبقى التساؤل حول الحالة الاخرى, أفعلا ان مثل هذه الشعارات كمظهر من مظاهر التذبذب في الهوية الفلسطينية عند الفلسطينين في الاردن رفعت كنوع من التغطية على الذات وكسب اصوات من الطرف الاخر ( الشرق اردنيين) ام انه انسلاخ واع عن الهوية الوطنية. لذا اترك الاجابة عن السؤال عن مثل هذه المظاهر لدراسات اخرى اكثر تخصص. ومن صور تذبذب الهوية التي تراها وتسمعها كثيرا تلك التي تتجسد بشكل مؤلم اذا ما تمت طرح قضيته التعويض والتوطين في بعض اوساط اللاجئين او يتحمس كثيرا للفكرة وترى بريق الجشع في عينيه فأقل ما يمكنان يقوله هو "شو الي بفلسطين؟؟؟ "بدي اوخذ المصاري واعيش حياتي "
متناسيا حقه بالعودة وتعويضه عن كلالذي لحق له حسب القرارات والمواثيق الدولية .والمشكلة اكبر بالنسبة لاولئك اللاجئين الذي يقطنون خارج المخيمات . فالمخيم وان تراجع دوره الا انه يشكل بوجوديته نوعا من الحماية او التذكير بشكل دائم اللاجئ بفلسطينيته . لذا بالنسبة لمن يعيش خارج المخيم فليس لهويته حارس سوى وعيه وادراكه لذاته وتمثله لقضيته والواقع مع الاسف انه لا وعي لقسم كبير منهم ولا وجود لمن يوعيهم ويذكرهم لذا فهم عرضة للاهواء تتناوشهم ومتروكون للوقت يضعف هويتهم وللعوامل المجتمعية الطبيعية تذوبههم كمثل التزاوج مع غير الفلسطينيين, اذ يخلق جيل لا بعرف اين هو في وسط هذه المعادلة. ابوه اردني وامه فلسطينية او العكسما يخلق اضطرابا نفسيا لديه وهوية مأزومة تسقط عند اول تحدي. قد يكون في هذا القول تطرف في نظر البعض ونوع من المغالة الا ان واقع لا مفر منه وحال نعيشه لا بد من التعامل معه ومناقشته اذا ما اردنا فهما اعمق لحال الهوية الفلسطينية عند اللاجئين الفلسطينين في الاردن وادراك وضعها.

الرموز الثقافية ودورها في الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية

مما تقدم ذكره , وجدنا ان السبب في ضعف الهوية الفلسطينية بالنسبة لفلسطيني الاردن ليس وليد لحظة بل بسبب تراكمات لاحداث تاريخية تعرضت لها. منها ما كان تطور طبيعي نتيجة لاحداث تاريخية تعرض على على مر العقود الماضية. ومنها ما كان مبرمجما من قبل قوى استعمارية وامبريالية. فلم يكن هذا الضعف عائد لسبب بعينه بل مجموعة من الاسباب منها السياسي, الاقتصادي والاجتماعي. والحال هكذا بدا الضعف جليا في بنية الهوية الفلسطينية لدى فلسطيني الاردن وكثرت مظاهرها وتعددت شواهدها. ذلك ان وضع اللاجئين الفلسطنين في الاردن ذا ميزة تختلف عن كل تجمعات الفلسطينين في باقي دول العالم لما يتمتعوا به من مزايا (حقوق و واجبات) مدنية كما لو انهم مواطنين اردنيين من الدرجة الاولى, ما يشكل خطرا محدقا بمستقبل هويتهم المأزومة اصلا. الهوية الفلسطينية لفلسطينيي الاردن تتفلت من عقلها, لا يربطها ويبقيها سوى بعض اوتاد الرموز الثقافية المتجذرة والتي ليس بالسهل على الانسان ان يتخلص منها. تلك الرموز وان بدأت تفقد معناها في نفوس ابنائها في بعض الاحيان وعمقها الرمزي الا اها تؤدي دورها المطلوب منها في الحفاظ على الهوية في حدها الادنى.
فالرموز الوطنية الفلسطينية تلعب دورا في ابراز الهوية الفلسطينية والحفاظ عليها والتذكير بها في ان واحد بالنسبة للفلسطينين في الاردن. وابرز هذه الرموز على الساحة الاردنية كما في غيرها من المناطق تتمثل بالكوفية الفلسطينية, الثوب الفلسطيني وتطريزاته, اللكنة او اللهجة الفلسطينية بالاضافة الى الاكلات الشعبية الفلسطينية والاغاني الشعبية. كل هذه الرموز تمثل لوحات اعلانية تعريفية تدل على الفلسطينيين في الاردن اينما حلوا واينما رحلوا. وبالحديث عن رموز الهوية الفلسطينية لا بد من الاشارة اننا لا نتحدث عن هوية اقليمية مقابل هوية اقليمية اخرى ( فلسطينية – اردنية) وذلك لحساسية الموضوع على الساحة الاردنية. بل عن هوية عربية مقابل اخرى صهيونية.

تعرف الكوفية الفلسطينية بلونيها الابيض والاسود ايضا باسم السلك والحطة, وهي تعكس بساطة الحياة الفلاحية في قرى فلسطين كما كانت الالوان الترابية لملابسهم التي تعكس الى جانب البساطة الالتصاق بالارض بعيدا عن الوان حياة المدينة المتباينة والمغتربة عن بعضها. كان الفلاح يستخدم الكوفية لتجفيف عرقه أثناء حراثة الأرض و لوقايته من حر الصيف و برد الشتاء، ارتبط اسم الكوفية بالكفاح الوطني منذ ثورة 1936 في فلسطين، حيث تلثم الفلاحون الثوار بالكوفية لإخفاء ملامحهم أثناء مقاومة الإمبريالية البريطانية في فلسطين وذلك لتفادي اعتقالهم أو الوشاية بهم، لاحقا ارتبطت الكوفية باسم الفدائيين مع انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي. ومنذ ذالك اقترنت الكوفية عند العالم باسم فلسطين ونضال شعبها. وقد قوي هذا الاقتران أثناء الانتفاضة الأولى عام 1987 وصولا إلى الانتفاضة الثانية عام 2000. فحتى الآن ما يزال المناضلون يضعون الكوفية لذات الأسباب و ذات الأهداف التحررية التي وضعها من أجلها الثوار عام 1936.
بانتقال عدد كبير جدا من أهالي فلسطين الى دول الجوار نتيجة الهجمات التي قامت بها العصابات الصهيونية ومجازرها بحق الشعب الفلسطيني والطرد والتهجير في العام 1948 انتقلت معهم موروثاتهم وعاداتهم وتقاليدهم وبالطبع كان منها الكوفية بكل ما تحمله من معاني. وفي الاردن حملت الكوفية ذات المعنى الذي لطالما مثلته في موطنها مع الاسف في احداث ايلول 1970 في صراع الاخوة. وبعد مرور اكثر من ستين عاما على النكبة لاتزال ترى الكثير من كبار السن يعتمرون كوفياتهم الفلسطينية لنفس السبب الذي البسيط الذي كان سائدا قبل العام 1936. اما ما يخص الشباب الفلسطيني في الاردن, نرى اقبالا واضحا على اعتمار الحطة الفلسطينية بشكل واضح اثناء سني دراستهم الجامعية وللاسف لاسباب سطحية تحكمها مرحلتهم العمرية والجو التنافسي في الجامعات الاردنية في سبيل اثبات هوية مقابل هوية في اطار عنصري ضيق الافق. فالعجوز يرتديها بحكم العادة وتقدم السن به والشاب ليحلق في افقه الضيق ويشبع غروره البسيط. وباختصار كل شخص في الشارع الاردني يرى شخصا اخر يرتدي الكوفية البيضاء والسوداء يدرك ان مرتديها فلسطيني لكن من يرتديها غير مستحضر فلسطينيته وهنا تكمن المشكلة.

وكما الكوفية انتقلت ايضا الازياء الفلسطينية مع المهجرين الى مختلف مناطق المهجر حاملة هذه الازياء معها جغرافية مناطقها وتصورات وثقافة ابنائها اذواقهم في التصميم. الا انه يمكن القول انها كانت الاسرع اندثارا بالنسبة للفلسطينين في الاردن فزي الرجال والنساء على حد سواء لا ترى له وجود الا مع البقية المتبقية من كبار السن. فتكون بالنسبة لك صدفة سارة ان ترى في الشارع رجل او امرأة يمشي مرتديا الزي الفلسطيني التقليدي. فالنسبة الاكبر من فلسطينيي الاردن وجدوا لانفسهم زي عصريا حديثا يتوافق ومتطلبات العصر والموضة, بالرغم من الاختفاء الواضح للزي التراثي الفلسطيني في الشارع الاردني وبين ابناء فلسطين انفسهم الا انه لا تزال بعض العائلات الفلسطينية ترتدي زيها التراثي في الاردن حتى يومنا هذا من مثل عرب التعامرة وقبائل منطقة بئر السبع. وربما نأت بهم طبيعة الحياة التي اعتمدوها في الاردن عن التغير والتحول فيما يخص الزي على العكس من باقي الفلسطينيين الذين انخرطو في الحياة المدنية وبالتالي لعب هذا النوع من الحياة دورا رئيسا في تخليهم عن عنصرا من عناصر الحفاظ على هويتهم الفلسطينية. في يومنا هذا اذا اردت رؤية زي فلسطيني فعليك الذهاب الى معارض متخصصة ان وجدت وفي احيان اخرى ترى الزي الفلسطيني على فتاة او اثنيتن في مسيرة او معرض لدعم الشعب الفلسطيني ما يعكس المناسباتية في عرض الزي الفلسطيني وانيته. فبغياب الزي الفلسطيني يغيب حصنا من حصون الحفاظ على الهوية الفلسطينية فيما يخص فلسطينيو الاردن ما يحدث شرخا تتسرب من خلاله هويات اخرى الى مركب الهوية الاصلية لفلسطينيي الاردن.
يعتبر(التراث المطبخي) من اهم واثبت عناصر التراث الشعبي لدى أي شعب. المطبخ البيتي تبقى فيه المراة سيدة وملكة متوجة على هذا العرش لا تتنازل عنه مدى الدهر فالطبخ شغف وهواية وفن ووسيلة تسلية وقتل وقت. لقد تفننت ربة البيت الفلسطينية في اعداد الاطعمة الشهية وقد تبقى هي وصديقاتها ليوم بالكامل يعدن الطنجرة الكبيرة لاكلة ما. ولعل الطعام الفلسطيني ومناسباته وطقوسه من اثبت عناصر الهوية الفلسطينية بالنسبة للفلسطينين في الاردن وادومها. ينتقل اسراره وفنونه وراثيا من الام الى البنت وهكذا دواليك. فبذلك يلعب الاكل الشعبي الفلسطيني دورا اساسيا في الحفاظ على الهوية الفلسطينية لفلسطينيي الاردن, ونتيجة لاحتكاك الفسلسطينين بافراد المجتمع الموجودين فيه فقد منحوا واكتسبوا من المجتمع الاردني ثقافة الاكل الشعبي وهذا طبيعي نظرا لاجتماعية الانسان لكن مع الاخذ بعين الاعتبار حفاظ كل ثقافة على هوية اكلها الشعبي. والحئول دون تماهيهما واندماجهما ليشكلا ثقافة جديدة تمزج من الهويتين هوية جديدة. الى جانب الاكل الشعبي كواحدة من اكثر عناصر الهوية الفلسطينية ديمومة يبرز عنصر اخر لا يقل اهمية وقوة في ابراز هوية الفلسطينين في الاردن وهي اللهجة الفلسطينية. تعتبر اللهجة الفلسطينية بطريقة نطقها اللطيفة الشاخصة التعريفية الاولى للفلسطينين في الاردن عنما يقابلوا ايا كان في اي مكان. واللهجة بمكان من الاهمية اذ انها تلعب دورا مهما في خلق شعور من الوحدة والانتماء والتلاحم بين افراد الشعب الفلسطيني في الاردن. تقوى اللهجة كلما اجتمع الفلسطينيون في الاردن في مناطق سكنية واحدة ويقوى حضورها ويبرز وجودها بينما تميل للتماهي والاختفاء كلما وجد فلسطينيون عاشوا في وسط تجمعات سكنية من اصول اردنية اذ تجد ان ابناء الفلسطينين الذين نشأوا في وسط هذه التجمعات يتحدثون اليك بلهجة اردنية قحة.
فهكذا نجد ان للرموز الوطنية الثقافية ومقومات الهوية الفلسطينية تلعب دورا مهما في الحفاظ على هوية فلسطينيوا الاردن التي تعاني من غربة عن ماضيها وجذورها بشكل ملحوظ في اوساط شرائح كبيرة منهم ولا سيما الجيل الحالي من اللاجئين الفلسطينين في الاردن, فاذا كان الحال كذلك بالنسبة لهذا الجيل فلا بد ان مستقبل الاجيال القادمة من فلسطينيي الاردن سيكون في خطر اكبر لتعرض هويته الفلسطينية الى الزوال في ضوء ما استعرضناه من احداث تعرض لها فلسطينيو الاردن ومن محاولات لدمجهم في المجتمع الاردني مع عدم القيام بما هو مطلوب للحفاظ على هويتهم في الدولة المضيفة لهم – الاردن - لكن هذه الرموز والمقومات تتباين في قوة حضورها من تجمع فلسطيني الى اخر وتهددها احيانا اخطار الاندماج والتزاوج مع رموز هوية الدولة المضيفة ما يعني وجوب المراقبة والمتابعة لتطور هذه الظاهرة, فهي بطيئة التطور وعميقة المفعول و وخيمة النتائج في نفس الوقت.


مأمون منصور خلف
يناير – 2008
الاردن
Assaqer101@hotmail.com

Palestinian Refugees Identity in Jordan: The Danger of Integrating Vs The Struggle to Survive

Palestinian Refugees Identity in Jordan: The Danger of Integrating Vs The Struggle to Survive


A homeland is not a result of people gathering on piece of land, steal a portion of history and a space of reality to produce a homeland. A homeland is a result of rooted identity, loyal belonging, historical everyday actions and active memory. Depending on what mentioned above, what will be the result if these roots start to get dry, if its sources become to be shallow, its actions get polluted because of useless conflicts or the memory of its sons become confused? What will be the result if the social scene controlled by vast and various sub identities which will host the individuals after they loose their identities and replace the national identity? The national identity has been victimized by sophisticated arguments, political conflicts of different parties and the time passing. Time plays a significant role in enlarging these sub identities wither they are religious, ethnic, political or party identity.
For sure, the result will be catastrophic. But what the result will be if really the identity started to vanish, getting shallow, melt and start to integrate with another identity? I think the homeland will run out himself, its people will vomit its last identity components unconsciously to discover that his national compass lost its direction to a new stranger tiptoed into his identity with out paying attention to that stranger, as a result they become – the original and the new identity – one new creature with new identity. Realizing this dangerous situation, the necessity to shed the light on people was forced to leave their homeland become important and more important to check their identity; if it preserved itself or changed and acquired new features.
Palestinian refugees in Jordan suffers of critical Structurally flawed extended to its national Fabric , their identity and causes a wide Imbalance scale And a lot of holes can not be ragged easily relating to the refugee relation with his homeland through his vibrated identity which become a heavy load the refugee tries to get rid of it the first chance he gets to immigrate looking for a new homeland hoping to find what he missed in his original homeland; secure life and basic human rights.
The problem is, the identity is not sacred, stable and final given component. But moveable, changeable and historical curve. A person exist in a society first then he acquires its identity later in particular if there were aspects weaken the original identity in the host country. Mentioning the above, the situation of Palestinian refugees in Jordan has a critical, sensitive and special case since they go under the effects of various aspects of weakening their identity and the existence of suitable environment for them to acquire and gain new identity.
The main Palestinian memory store represented by the first generation of the Palestinian Catastrophe 1948 refugees is decreasing day by day through their death, taking with them Palestine all Palestine; the memories, Olive trees, the Orange land and the childhood play yard, leaving behind them the key of their old house in Palestine, a piece of land ownership certificate in Bisan "Betshan" valley and a generation knew and experienced Palestine as a before sleeping tale, a national song and a traditional food meal. This generation produced a complete different other generation who has weak connections with his mother homeland and his original national identity. in my opinion, this generation is completely excused since he was not born in the land of his ancestors and he never experienced Palestine as a land, farm, a childhood play yard, a future dream, a girl to fall in love with her, a pullet to shoot him or a cannon missile smashes him here and there to integrate his blood with the soil then he will resurrect as flower the next day.
In addition, the largest protector for Palestinian refugees identity in Jordan – the Palestinian Camps – collapsed, its role shrunk and its symbol and meaning gone away. All what it represents to the refugees now is just a place to sleep in and dream to leave it one day. For these reasons and others will be mentioned later in this study the Palestinian refugees in Jordan suffers of weakness and dying through its detaching from its traditions, history and identity. That is why it is urgent to save what remains of it and resurrect its spirit. More over, to shell it with resistance because if we failed in preserving the identity we will fail in creating a country.










Reasons of Palestinian refugees identity weakness

Historical Background

The problem goes back long time ago before the catastrophe to the year 1920 the date of establishing East Jordan Transit and to the purposes that transit had been established for. In one hand, we notice that it was created to receive the large number of refugees who will be dismissed later and will be forced to leave their homeland. On the other hand, this transit will play the role of security fence on the longest borders for Arab countries with occupied Palestine "Israel" or what we call a " Buffer State" . what proves that is the largest number of the refugees has been oriented to move to the Jordanian kingdom at that time 1948. that due to the role which Great Britain played in the decision of dividing in which G.B split Palestine away from Jordan to prepare it as a national homeland for the Jews. As result, the Zionist Movement got upset because it was planning to build its state on land of both countries. But it seems that G.B wanted Jordan to be the buffer state between the Arab area and "Israel".
The Palestinian refugees stayed in Jordan till their identity received the first strike in 1950 – the date of the two banks union – just two years after the catastrophe. They slept as Palestinians to wake up the next day and find themselves Jordanians holding the Jordanian nationality and passport instead of giving them passing documents to facilitate their life affairs and protect their identities at the same time. As a result, Jordan contained the two banks in one country called The Hashemite Kingdome of Jordan which led to melt the Palestinian identity with the Jordanian one. Jordan kept talking on the behalf of the Palestinian cause during 1950s till founding the PLO 1964.
We conclude that H.K.J polices played a direct role in the building of the Palestinian refugees identity in Jordan. Compared to the relative small numbers of Palestinian refugees in Syria, Lebanon, Iraq and Egypt we find that the largest number of the refugees has been directed to Jordan and gave them Jordanian passports and nationality in contradict to the other host countries. It was better if the Jordanian government kept herself away of taking that role which served the Zionist state. It – the Jordanian government – was supposed to facilitate the Palestinian refugees affairs with out affecting their cultural, social and political identity, depending on the rule which says: the building of the Palestinian identity comes to encounter the Zionist identity not any other Arab regional identity considering that one of the most important goals for the Zionist movement is to melt and integrate the Palestinian identity within the identities of the host countries. We sum up the topic as follows:
1- the colonial powers started targeting the Palestinian identity since 1916 ( Syx – Bicon agreement ).
2- the Dividing Decision and Bilfor Promise to the Jews in 1917.
3- the Catastrophe 1948.
4- the union of the two banks in 1950 and granting the Jordanian nationality to the Palestinian refugees.
5- PLO appearance in 1964.
6- Black September Crisis in Jordan 1970.
7- ………………. In 1967.
8- 1973, Oct. war which created a strong feeling that it is a must to find one legitimate representative for the Palestinian cause for the first time since 1950.
9- the two banks union brake in 1988.
We can notice that the Palestinian identity has countered a lot of critical events which affect its diagrammatic level " up and down" passing by all those events. Depending on what mentioned above. What causes the weakness in the Palestinian identity beside this historical background? This what this study will try to answer.


First: the absence of the Palestinian organizations and platoons from the Jordanian area, as a result the absence of all organized programs wither they are social, cultural, humanitarian or service for the Palestinian refugees who are existed inside and out side the camps in Jordan which reflected negatively on the building of the Palestinian identity for the Palestinian refugees in Jordan. This absence caused that the refugees headed to the Jordanian civilian governmental associations. This heading affected their identity since they started to depend in one of their most important life sources on the Jordanian civilian associations which made their life security basically based on these Jordanian associations and the country it belong to. Human loyalty oriented to the place that offers him shelter, bread, and future.
On the other side we find a clear absence to the Palestinian national pirogues and its role beside the Palestinian parties and its associations. This pirogues if it is existed in Jordan we will find in one of two forms; wither it gave up its role as a national pirogues toward its people or we find it in a comprador dress trade every thing- a pure capitalist – in contradict this dark image for the Palestinian refugees in Jordan is not existed for the other Palestinian refugees in the other host countries like Syria, Lebanon, Iraq and Egypt. In these countries the identity for the Palestinian refugees is strongly felt and touched because of the existence of what had been absent in Jordan as well these countries helped a lot to preserve the identity of the Palestinian refugees on their lands. Besides, the activity of the Palestinian organizations and parties just opposite the real situation in Jordan which shows the importance of existing these parties in the host countries and its role to organize the life of its people and shows the danger that threats the Palestinian groupings when these parties are away.

Second: the absence of the camp as a symbol and backward of its role in preserving the identity of the refugees.
The Palestinian refugees' camps now are considered a place to sleep in no more no less – a canton – it is not existed any more as a Palestinian meaningful symbol or a revolutionary frame. It is not any more an identity producer like it was in the past. It is not any more like how it was used to be said about it " when the Palestinian camp smile, the big cities tremble" but we find that there is a leaving movement from inside the camp to its out side, as well as a negative perspective toward it. The historical role of the Palestinian camp is getting less gradually. In the resistance era the camp was the main source for revolution and the main identity protector, but when the Palestinian movements and parties left Jordan due to black September 1970 events, it was the big mistake committed by most of those movements and parties if not all of them when they left with out re-organizing the camps and its residents' affairs which means those refugees had been left to unknown and arbitrary future incidents at seventies and eighties of last century. As a result for that, fear has been instilled in their personalities. More over, what affect the Palestinian refugees' identity in Jordan at that time they were prevented from work or travel what let a negative and scared generation appear while time passing. With the absence of this camp's role an unconscious and frightened generation was created with a common even a collective feeling that this generation is not the generation of change and it is capabilities are below the need to change and its presence as Palestinians is interacting as a minority although they were and still a majority in Jordan. What is strange and gives us a clue to something critical, is that we do not notice any festival evidences for Palestinian national days in most of the Palestinian refugees' camps in Jordan, if it existed, it is not as it must be or at least at it is supposed to be. It was clearly notable those held events to celebrate the national Palestinian days were short, meaningless and lack its national spirit because they were nothing but listed agenda of who held it and a program of activities must be executed. This from my point of view is a very dangerous and critical evidence for the weakness at the Palestinian refugees in Jordan.
Third: loosing trust in going back to Palestine and peace process. Besides, the feeling those Palestinian governmental and non governmental associations are not doing their duties to force the UN to apply world legitimate decisions related to getting back the refugees to their home lands and compensate them. The Palestinian refugee also feels that the Palestinian negotiator in peace process is slouching and shows that he is ready to trade the right of return even he keeps declaring in front of mass media that the cause of the refugees is a red line and it is not negotiable, but the Palestinian refugee in Jordan as well other Palestinian refugees in other host countries knows very well that his cause and right it nothing but a pressure paper used by the Palestinian negotiator to depress the Israeli side in order to get some political benefits. This created a feeling for the new generations as well old ones that the idea of return is something legendary or mythic more than it is real. The Palestinian official side is cunning and unserious in right of return and what is more it to world conferences its main purpose is to drop the right of return and to settle the refugees in their host countries which gave a reason for the refugees to disbelieve in their political people. On the other hand, with all respect to the Palestinian NGOs efforts, they do not stop holding conferences which insist and ensure the right of return. But its role must be bigger and more active in the light of weakness of the official one that acting as what the Zionist movement and the imperialism ask them to do. Those NGOs hurried to save what remains of the Palestinian history which preserved in the minds and hearts of the first catastrophe generation. Wither to record it orally, video tape it or write it down, realize that time starts to steal a very important if it is not the most important layer of Palestinian refugees. The layer of those who experienced the catastrophe and migration. Hence, this generation leaves us taking with him a large source of Palestinian heritage. When he is gone, an important testify on a critical stage of the Palestinian history will be lost. A stage the Zionist propaganda tries hardly to deface it and disguise its mark points. When this generation gone, an other generation left that Palestine is not for him more than a story he heard it from his father or grand father about the fields of orange and olive. A generation knows Palestine as a revolutionary song for freedom on a cassette, a " kooffia" put it round his neck or a type of popular food the girl learnt it from her mother, her grandmother lost its meaning by time and its symbol. Things once upon a time formed a strong longing to the homeland.
This generation produced a complete third type of generations, Palestine to him is a luxurious thinking, cultural show and unfruitful discussion in this party and that. Which conclude Palestine all Palestine in a very narrow party, movement, group wither it is ethnic or religious. What is known as second and third Palestinian generations in the host countries suffer ethical and spiritual sharp problems, since the majority of them cultural identity crisis. They do not realize the values of their original identities and they are unable to integrate in the host societies. Curing the situation needs cultural specialized studies, a new form of education takes into its consideration the variety of social and cultural situation. Identity in its deep meaning it is not a thing related to the past only, but it is some thing to be built and established. So if it is important to preserve the elements that distinguish the identity, it will be important too making the necessary changes which endowed it with renewal thinking, analyzing and do its best. Other wise, the Palestinian human will acquire a new multiple humanitarian identity which reflected by the series of discussions in the refugees special comity and dropping the right of return and its commitment to a lot of plans and projects to settle the refugees and qualify them in the places they are living in since more than sixty years.
The new formed situation which appeared as a result to the Palestinian – Israeli peace agreements reflected the mutability in Palestinian geographical distribution wither it is inside " Israel " itself, the new born state – Palestinian authority –or the rest of world countries. Consequently, the future Palestinian self conscious will be in the form of interlinked circles its center is the Palestinian authority, its circles will be linked all over the world. Circles of pain, suffer and un adherence to those societies. These circles in its turn will lead to a new circles of new Palestinian self conscious and understanding for their existence.
This means and according to the peaceful leveling for the refugees cause with Arabic – Islamic – Israeli meetings regardless its relative achievements a new humanitarian reality will be created. From its womb there will be Jordanian – Palestinian, Syrian – Palestinian, Lebanese – Palestinian etc societies. These new born societies has to take the responsibility to build its new behavioral social feelings and other Arabic fiber avouching traditions. Instead of protecting the Palestinian one social fiber will be created because of Arabic – Israeli peaceful leveling a lot of different Palestinian societies which they are different from each other on a hand and completely different from its source – Palestine. The sure result for this will be Palestinian identity vanishing and acquiring a new strange identity mixed of a past genetic in its genes and a tangible daily reality it lives it.
In Jordan, the Palestinian society is the most among other Palestinian societies in other host countries faces the danger of melting and fading if it is not protected soon, and it will acquire all Jordanian habits and traditions by time if it is not stopped.

Symptoms of vibrating

The aspects of vibrating in the Palestinian refugees' identity have its evidences and meanings. Some of these aspects are clear the others are non notable. The spreading of Palestinian people inside Palestine; ( west bank, Gaza strip and " Israel " ) or out side Palestine in particular ( Jordan, Syria and Lebanon ) caused the appearance of a lot of distinguished Palestinian societies which they are different according to social, political, economical and cultural dimensions in its relations with each other in one hand and its relation with mother Palestine on the other hand.
In Jordan the Palestinian refugees had been granted the rights and duties of Jordanian citizens mean while in other host countries, they keep their identities and difference from the host society for them. In spite of the political and social organization for host countries' refugees, their large numbers in some areas – camps , the relative integrating in the host countries and their involvement in parties and activities related for them, they form un separated part of the societies they live in. which created a clear duality in their identities. In Jordan, large part of Palestinian refugees suffer weakness, melting, fading, vanishing and integrating in their identities with the Jordanian one.
In recorded meetings for " Palestine oral history " project we hear the answer of the last common question in the meeting which is : " if you have the chance to go back to your homeland in future, would you go back" ? part of those interviewed people answered with " No!" the interviewed people justified their answers by saying: " I was born here, made a family, established a work and built a house too" even some of them added I have nothing to do in Palestine. According to this, Palestinians in Jordan are existed in one of two zones, the first a complete proud of his nationality and identity. The second, completely proud of his belonging to Jordanian nationality and ignoring his Palestinian identity. An other strong clue was during the last Jordanian parliament elections 2007, it was notable that many of pure Palestinian origin nominees highlighted mottos declared his denial for his Palestinian identity to the Jordanian one. Like that slogan which said: " the tribes of ….. are Jordanian belongingness and Hashemite loyalists on a big lighted signboard. Other Palestinian nominees mottos said: " we will not accept any king but ….. and no homeland for us but ….." this evidence raise a big and important question, is it ANOMIA? Which means: is it a kind of amnesia " loss of memory" that leads to forget our own identity? Or circumstances do not allow those nominees to declare their original identity, so they will keep them selves away of danger like be accused of discrimination. What is known that the first case is happening rarely. In this case the second case still remains. Is it really such mottos as evidence of Palestinian identity's vibrating symptom highlighted as a way to gain as much votes as possible from eastern Jordanians? Or it is conscious detachment from Palestinian national identity? I leave the study of such symptoms for more specialized people.
An other image of this vibrating embodied painfully when a discussion opened between a group of people about compensation and right of return, then we will hear the following: " what is for me in Palestine"? " I want to have the money and live my life" forgetting that he has the right to go back to his home land and get compensated according to the UN laws and decisions.
The problem is more serious for those Palestinians who live out side the camps. Although the camp's role retreated, its existence still plays the role of protection and remembering them with their identities. For those who are living out side the camp have no guardian for their identities but their conscious to their selves, their education, their understanding for situation and cause. The reality, unfortunately that most of them are not aware and there is no one ware them so they are vulnerable to loose their identity and left to time, social and natural factors to melt them among other society.



The role of cultural symbols in preserving the identity for Palestinian refugee

Based on what mentioned above, we find that the weakness in Palestinian refugees' identity that live in Jordan is not due to one recent reason rather to historical accumulations encountered. Some of them were a result to natural historical events during the past decades. Others were programmed by colonial and imperial forces. This weakness was not because of particular reason but for many; political, social, cultural and economical. Generally speaking, the Palestinian refugees' identity is in danger but it is more for those live in Jordan because of the privacy for Jordanian field due to the civilian rights and duties they had been granted as if they were first class Jordanian citizens. What put it in the eye of the real danger, knowing that it is already in problematic situation.
What keeps and preserves the refugees' identity in Jordan till now is some of national cultural symbols which are not easily can be rooted up. These cultural symbols even if it looses its meaning in most of the time and its deep symbolism but it still play its role more or less. The Palestinian national symbols are essential in bringing out the Palestinian identity, preserving it and keep reminding Palestinians in Jordan all at once. The most famous symbol among other symbols is the Palestinian " kooffia", the traditional dress and its needle work, the accent, food and freedom revolutionary songs. All these symbols represent a large introductory signboard for the Palestinians where they went or stayed. It is a must while we are talking about the Palestinian cultural symbols to hint that we are not talking about a regional identity facing another ( Palestinian – Jordanian ) because of the sensitivity of this topic on the Jordanian field. But the speaking here is about an Arabic identity encountering a Zionist one.
The Palestinian "kooffia" with its mixed colors white and black is also known with other names as "Assilik" or "Hatta". It represents the simple life of Palestinian peasants in the Palestinian villages. Its earthy color reflects simplicity besides their sticking to their homeland away from the city's colorful life with its contrastive and contradiction. The Palestinian peasant used to dry his forehead sweating while he was plowing and cultivating his land, to protect him from the heat of summer and the cold of winter. Later, in 1936 Palestinian revolution the "kooffia" was attached to the national Palestinian struggle since then. The rebellious peasants used it to hide their faces in their struggle against the imperial England in order their personalities will not be discovered. Then, with the beginning of the Palestinian modern revolution "kooffia" was linked to the name of "the Fida'een" in the second half of sixties last century. Since that time the world knew the "kooffia" as Palestine, Palestinians and their struggle. This connection become stronger during the first "Intifada" 1987 till the second " Intifada" 2000. till today strugglers still put on the " kooffia" for the same liberty reasons and goals that was set by strugglers in 1936.
With moving a very large number Palestinians to neighboring countries as a result to the Zionist attack in 1948, a lot of traditions, customs and heritage moved with those people to the countries they forced to move to. The "kooffia" was one of those things with all its meanings. Unfortunately, even in Jordan "kooffia" represented the same meaning it used to have it in its original place during "black September" 1970 events. Now after more than sixty years of happening the catastrophe of 1948 we still see the old Palestinian refugees put on the "kooffia" for the same reason that was existed before 1936, but what related for the Palestinian youth refugees in Jordan, we see them clearly put on the "kooffia" specially during the years of their collage and university years for shallow reasons controlled and motivated by their age stage and the competitive atmosphere of the universities in order to prove Palestinian identity against the Jordanian one in a discriminative narrow frame. It is well known when you see a person with this "kooffia" in any Jordanian street that indicates he is Palestinian. The problem is that this person is not reviving the meaning of this cultural symbol. As the "kooffia" moved with Palestinian refugees to the host countries also their traditional dress moved with them. Those dresses took with them the geography of its regions, its perspectives, its sons' culture and taste in designing. Palestinian Dress disappeared quickly in Jordan. Now a days, we can not see both men and women Palestinian traditional dress but few numbers of oldies. It will be a very happy coincidence if you meet an oldie dressing the Palestinian traditional dress. The large percent of the Palestinian refugees in Jordan found for themselves modern cloths going along with mode and stylistic fashions. In spite of the clear disappearance for the Palestinian traditional dress but we can find some Palestinian families here in Jordan still keeping the traditional dress until today like those who come from Bethlehem " al ta'amra" tribe and those who come from Bi'r al saba' desert – south Palestine – it may be the life's type these two tribes depended helped them a lot to preserve their national dress contrary to those who depended the city life style. Today, if you wanted to see some Palestinian traditional dress you have to visit a specialized museum for Palestinian dress. With absence of the Palestinian traditional dress a hard and strong fort for protecting the Palestinian identity is gone. The matter makes a crack in the identity of Palestinian refugees who live in Jordan. This crack let many other identities infiltrate to the Palestinian one and its original components.
The kitchen heritage considered one of the most important components for any nation in the world and the firmest aspect of its features. The Palestinian woman is the queen of domestic kitchen, it is for her a throne that she will not give up for any reason. For Palestinian lady, cooking is an art, hobby, fondness, passionate and a mean of musing. The Palestinian house wife diversified preparing delicious meals, she would stay a complete long days with her friends making one big delicious meal. It might the Palestinian food; its occasions and its rituals is the firmest component of the Palestinian identity for the refugees in Jordan and the most ever lasting one. Its secrets and arts move genetically from the mother to her daughter and so on. This way the Palestinian food plays an essential role in preserving the identity for the Palestinian refugees in Jordan. As a result for contact between the Palestinians with the people of the host country – Jordan – they grant and gain from the Jordanian society the culture of traditional food which is natural in the light of knowing that humans are social being paring in mind each culture must keep its essential aspects of its culture so they will not mix to create a new mixed culture which means the unacceptable integrating finally.
Another important cultural aspect preserve the Palestinian identity for the refugees in Jordan is the Palestinian dialect and their accent. The Palestinian dialect considered the first introductory featured card when you meet them any where. Its sweet and special way of pronunciation plays a significant role of uniting the Palestinian refugees in Jordan. It is notable that the Palestinian accent is too much strong the more they are living near to each other in big groups like the camps or when they form the majority of the area they are living in like in Amman the capital of Jordan. As well, it tends to be weaker when Palestinian refugees live separately and in places its majority is Jordanian residences. When its so, it is normal that you find a Palestinian refugee speaks to you with pure Jordanian dialect because he was born among them so he acquired the Jordanian accent.
Depending on the short brief above I can state that the cultural factors have a very important role in keeping and preserving Palestinian refugees' identity in Jordan. This identity suffers of separation from its native country, past and its roots in a very clear way among large percent of them in particular the new generations. As it is so bad for the current generation and the clear absence for his identity in most of the times, for sure it will be more catastrophic for the coming generation and its identity will be probably easily faded and vanished in the light of what we discussed earlier. Palestinian refugees in Jordan have been exposed to many governmental tries to integrate them with the Jordanian society with doing nothing to preserve their identities at the same time. The presence of these cultural factors are verify according to its strength and weakness which raises the danger of integrating with host societies. This means keep watching and noting the development of this phenomena is necessary. This process – the change in identity – is developed slowly, active deeply with catastrophic results at the same time.


Written by: Ma'moun M. Khalaf
Assaqer101@hotmail.com

Monday, April 28, 2008

conference

recently, a conference had been held in Palestine, Ramallah about the future of palestinian identity. it achieved its goals succefully. there were participants from different countries. the conference was organized by Inash al usra association in 21-23 march 2008

Saturday, March 1, 2008

Gazan Children's Daily Life

The Israeli occupation of the Gaza Strip did far from end with the signing of the Oslo Accords and the establishment of the Palestinian National Authority in 1994. The Israeli army is still very present in the Gaza Strip - especially in areas surrounding the settlements - and violence, humiliations, closures, bombardment, shelling, demolition of houses and leveling of agricultural land has an enormous impact on Palestinian children's daily life. Of the total number of Palestinians killed during the al-Aqsa intifada approximately 20% were children under age 18. Of this number 20% were killed in circumstances of complete quiet and 40% were killed in protests or clashes. The following pictures show Gazan Children's daily life since the outbreak of the intifada in 2000.



Palestinian boys at Tuffah checkpoint dividing Khan Younis from the Israeli settlement bloc Gush Katif and the Palestinian agricultural area Mawasi, which is under Israeli military control and now declared for "closed military zone". More than 50% of the children living in area next to the checkpoint show symptoms of acute Post Traumatic Stress Disorder.



Children help find their family's belongings and assets in the rubble after Israeli bulldozers have destroyed their homes.



To see your house demolished is according to psychiatrists one of the most traumatic incidents that can possible happen to a child. It often has serious mental consequences for children



This child had just experienced shelling of his house in Rafah refugee camp in January 2002. Several rooms were severely damaged.



Girls find their papers and schoolbooks in the rubble after their house was demolished.A school is severely damaged after Israeli bombardment.